بالمُنْبَتّ ، وهو الذي يعد ۱ السير ويكدّ الظهر منقطعاً من رفقته ومنفرداً عن صحابته فيُحْسِر مطيَّته ولا يقطع شقّته . ويقوّيه قوله عليه السلام : «عليكم هدياً قاصداً ؛ فإنّه من يشادّ۲هذا الدِّين يغلبه» . ۳
و«أوغل» : أدخل ، و«المُنبتّ» : المُتعب مركوبه في السفر حتّى يهلك فيبقى منقطعاً ، و«البتّ» : القطع ، وروي : «فإنّ المنبتّ المعدّ» أي الذي يغدو ۴ في سيره حتّى ينبتّ أخيراً ، فسمّاه بما يؤول إليه عاقبته كقولك : إنّك ميّت . و«الظَّهر» : الدابّة ، و«المنبتّ» : المنقطع عن أصحابه في السفر . وسبب الخبر أنّه عليه السلام رأى رجلاً اجتهد في العبادة حتى غارت عيناه ، فقال له ذلك .
ثمّ حثَّ على استعمال الكرم مع الأضياف وحسن الأدب معهم .
ثمّ قال : إنّ جبرئيل أعلمني مِن حكم اللّه أنّه لا يزيد على المقسوم ولا ينقص على ما يريد الناس ، ولا يموت أحدٌ حتّى يأخذ رزقه بالتمام .
ثمّ دعا على الطلب الجميل للأرزاق .
ثمّ ذكر أخيراً كلمةً جامعة لآداب [الدين] والدُّنيا ؛ فإنّ للحياء أسباباً يتّصل بعضها بالدِّين ، ومنها ما يعود إلى الأخلاق ، وإنّما يُقدم ۵ المرء على القبائح إذا غلبه الهوى والشهوة فيزول بذلك عنه الحياء . ومَن كان الغالب عليه الحياء كان رادعاً عمّا لا يستحسن قولاً وفعلاً .
ومعنى النبوّة الاُولى أنّ الحياء لم يزل ممدوحاً على ألسُن الأنبياء الأوّلين .
1.كذا في المخطوطة .
2.في المخطوطة: «شادّ»، خلافا للمصادر .
3.المجازات النبويّة، ص ۲۶۱، ح ۲۰۵؛ مسند أحمد، ج ۵، ص ۳۵۰؛ المستدرك للحاكم، ج ۱، ص ۳۱۲ .
4.في المخطوطة: «يغد».
5.في المخطوطة: «تقدم»، والظاهر أنّه تصحيف .