حكي عن ابن عبّاس أنّ امرأةً حسناءَ كانت تُصلّي خلف رسول اللّه ، فتقدّم بعض الناس لئلّا يراها ، واستأخر بعضهم لينظر إليها إذا ركع وسجد ، فنزلت الآية . ۱
ثمّ أمر الرجال ليلزموا الصفّ الأوّل ، وأمر النساء ليلزمن الصفَّ الأخير مع جماعة الرجال .
ثمّ حثَّ على الصدقة فقال : المُعطي خيرٌ درجةً وثواباً ومنزلةً في الدُّنيا والآخرة من الآخذ ، ولا ترغبوا ۲ في الدناءة ، ولا ترضوا بها لأنفسكم ، و«اليد العُليا» المُعطية ، و«السفلى» الآخذة ؛ لأنّ مَن أعطى دنا إلى الفقر ، ومَن أخذ دنا من الغنى بقدر ما أخذ .
ثمّ قال : إذا وقعت الكفاية بالقليل فالكثير ۳ يُلهي ويشغل عن أداء الواجبات ، فذلك القليل خيرٌ من كثيره . وإنّما قال : «الدنيا متاع» ؛ لأنّ منفعتها لا تدوم ، والمعنى : ليس ما ينتفع الإنسان في الدُّنيا خيراً من امرأةٍ صالحةٍ ، وهي المطيعة لزوجها في ذات اللّه المعينة له ديناً ودنياً ، والرواية الصحيحة : «الوحدة خيرٌ من جليس السوء» . ۴
وفيه حثّ على مقارنة الصالح ومفارقة الطالح . و«إملاء الخير» قيل : معناه مِلأُ الفم منه ، وقيل : هو الإملاءُ المستعمل في الكتب والرواية .
۷۸۶.اِسْتِتْمَامُ الْمَعْرُوفِ خَيْرٌ مِنِ ابْتِدَائِهِ . ۵
۷۸۷.عَمَلٌ قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِيرٍ فِي بِدْعَةٍ . ۶
1.راجع: مسند أحمد، ج ۱، ص ۳۰۵؛ سنن إبن ماجة، ج ۱، ص ۳۳۲؛ سنن النسائي، ج ۲، ص ۱۱۸ .
2.كذا في المخطوطة والمناسب: «فلا ترغبوا» .
3.في المخطوطة: «والكثير»، والظاهر أنّه تصحيف من الكاتب .
4.المستدرك للحاكم، ج ۳، ص ۳۴۳؛ فتح الباري، ج ۱۱، ص ۲۸۴؛ الجامع الصغير، ج ۲، ص ۷۲۱، ح ۹۶۶۶ .
5.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۲۳۸، ح ۱۲۶۸ و ۱۲۶۹؛ مجمع الزوائد، ج ۸ ، ص ۱۸۲؛ الجامع الصغير، ج ۱. ص ۱۴۸، ح ۹۶۹؛ كنزالعمّال، ج ۶، ص ۴۰۱، ح ۱۶۲۵۶؛ المعجم الصغير، ج ۱، ص ۱۵۵؛ الأمالي للطوسي، ص ۵۹۶، ح ۱۲۳۵؛ بحارالأنوار، ج ۷۱، ص ۴۱۷، ح ۳۶ .
6.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۲۳۹، ح ۱۲۷۰؛ تاريخ مدينة دمشق، ج ۲۰، ص ۱۸۱؛ الجامع الصغير، ج ۲، ص ۱۸۰، ح ۵۶۱۸؛ كنزالعمّال، ج ۱، ص ۲۱۹، ح ۱۰. الأمالي للطوسي، ص ۳۸۵، ح ۸۳۸؛ بحارالأنوار، ج ۲، ص ۲۶۱، ح ۱ (وفيه عن الأمالي للطوسي) .