487
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

له من الصفة ، فيُقال : مَثَلك كذا ؛ أي صفتك ، قال تعالى : « مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ »۱ أي صفتها .
قال أهل التفسير : أراد صلى الله عليه و آله بأهل البيت عليّاً وفاطمة وذرّيّتهما المعصومين عليهم السلام ؛ مَن والاهم نجا ، ومَن عاداهم هلك ، ولا خلاف أنّ كلّ من تخلّف عن سفينة نوح هلكوا وإن أوى بعضهم إلى جبلٍ يعصمه من الماء ، وكان ينظر إلى النجوم وما نفعه ذلك ، فكذلك مَنْ تخلّف قرناً فقرناً عن واحدٍ منهم الذي كان في زمانه حجّةً على الخلق كان هالكاً وإن اقتدى بكلّ سلف مثل النجوم .
ثمّ نبّه عن درجة الصحابة ، وأنّ كلّ مَن أخذ بسنّة رسول اللّه وشريعته وأحاديثه منهم واهتدى بها واقتدى بهم في سلوكهم الطريق المستقيم كان ناجياً ، وكلّ من سافر نهاراً وله دليل خرّيت فأيُّ حاجة له إلى مراقبة النجوم ، وإذا فعل كان أحسن وإن لم يفعل فلا لوم .
وكذلك شبّههم بالنجوم ، ولا ينكر فضلهم ولا سابقتهم ؛ فإنّ مَثَلهم بين اُمّة محمّد كما قال عليه السلام في الخبر الآخر : «كالملح في الطعام ، يَصلح التابعون إذا كان واحد من الصحابة فيهم ، كما لا يصلح الطعام إلّا بأن يكون الملح فيه» . ۲
وأشار بذلك أنّ الصلاح ثابت في الأرض بين هذه الاُمّة ما دام واحدٌ من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله يكون فيهم ، فإذا ماتوا وانقرضوا وطالت المدّة مذ عهده عليه السلام فسَدوا .
ثمّ ضرب مثل المؤمن بنحلة العسل التي أَكَلَها ووضعها أطيبُ الأطايب ، كذلك المؤمن لا يكون طعامه إلّا حلالاً ، وكلامه إلّاذكراً للّه وطاعةً ، ولا يكون عمله إلّا عبادةً ، وهو مع ذلك ضعيف يستضعفه غيره ، كما أنّ النحل مستضعف عند كلّ طائر .
ثمّ ذكر فضيلة اُمّته فقال : مَثَلهم مَثَل المطر ؛ كلّه نافع وكلّه خير ، فكذلك اُمّته عليه السلام

1.الرعد (۱۳) : ۳۵ .

2.مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۱۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۲۶۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۱ ، ص ۵۳۷ ، ح ۳۲۵۱۰ (مع اختلاف في الجميع) .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
486

۸۳۷.مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَةِ ؛ لَا تَأْكُلُ إِلَا طَيِّباً ، وَلَا تَضَعُ إِلَا طَيِّباً . ۱

۸۳۸.مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَالإِيمَانِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ يَجُولُ فِي آخِيَّتِهِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى آخِيَّتِهِ . ۲

۸۳۹.مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الْقَوِيِّ مَثَلُ النَّخْلَةِ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ كَخَامَةِ الزَّرْعِ . ۳

۸۴۰.مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ؛ تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ ، فَتَقُومُ مَرَّةً وَتَقَعُ اُخْرى ، ومَثلُ الْكَافِرِ مَثْلُ الأَرْزَةِ لَا تَزَالُ قَائِمَةً حَتّى تَنْقَعِرَ . ۴

والمَثَل قولٌ سائر يشبّه به حال الثاني بالأوّل ، والأصل فيه التشبيه ، فحقيقة المَثَل ما جعل كالعَلَم للتشبيه بحال الأوّل .
وقيل : هو لفظ يخالف لفظ المضروب له ، ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ ؛ شبّهوه بالمثال يَعمل عليه غيره . وقيل : سمّيت أشياء يُعلم صدقُها أمثالاً لانتصاب صورها في العقول ، مشتقّة من المُثول وهو الانتصاب .
ويَجمع المَثَل أربعة أشياء من البلاغة : إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه ، وجودة الكناية . وإذا جعل الكلام مثلاً كان أوضح وآنق وأوسع ، والمثل ما يمثّل به الشيء ؛ أي يشبَّه ، فهو اسمٌ مصرِّحٌ لما يضرب ، ثمّ يُردّ إلى أصله الذي كان

1.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ و ۲۷۸ ، ح ۱۳۵۳ و ۱۳۵۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۹۹ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۴۱ ، ح ۱۱۳ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۳۷۶ ، ح ۱۱۲۷۸ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۱ ، ص ۴۸۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۹ ، ص ۲۰۴ . بحارالأنوار ، ج ۶۱ ، ص ۲۳۸ .

2.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ و ۲۷۹ ، ح ۱۳۵۵ و ۱۳۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۸ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۳۱ ، ح ۴۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۴۹۲ ، ح ۱۳۳۲ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۲ ، ص ۳۸۱ ح ۶۱۵ ؛ أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۸۱ .

3.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷۹ و ۲۸۰ ، ح ۱۳۵۷ ـ ۱۳۵۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۵۱۳ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۸۳ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۱۲ ، ص ۳۵ ، ح ۵۲۲۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۳۱۳ ؛ أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۶۹ ، ح ۳۰ . بحارالأنوار ، ج ۹ ، ص ۱۱۲ (وفيه عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف) .

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۰ ـ ۲۸۲ ، ح ۱۳۶۰ ـ ۱۳۶۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۴۹ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۵ ، ص ۴۰۶ ، ح ۳۰۸۰ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۱ ، ح ۳۲۸۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۳۱ ، ح ۸۱۴۹ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۷ ، ح ۷۳۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۲۹۳ . بحارالأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۴۲ ، ح ۳۱ .

تعداد بازدید : 196183
صفحه از 627
پرینت  ارسال به