وشبّه الكافر بالأرْزة ۱ ؛ لأنّها لا تميلها رياح كثيرة تهبّ عليها ، فهي أبداً تكون قائمةً حتّى تأتيها ريح عاصف تستأصِلُها وتقلعها بمرّة من أصلها وقعرها ، فكذلك الكافر لا يُرزأ شيئاً ولا يُصاب بمصيبةٍ حتّى يستأصل اللّه ساقته من حيث لا يحتسب قبل أن يلقى اللّه فيلقيه في نار جهنّم .
وبيان الخبر فيما روي : روى أبو هريرة، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيّئه»۲
أي تُقلّبه من جانبٍ إلى جانب ولا يزال المؤمن يُصيبه بلاء ، ومَثَل المنافق كمثل شجرة الأرزة لا تهتزّ حتّى يستحصد . و«الأرزة» بسكون الراء : شجرة الصنوبر ، وبفتحها : شجرة الأرزن . وروي «الأرَزة» ۳ وهي الثابتة في الأرض .
1.الأرْزة ـ بسكون الراء ـ : هي شجرة معروفة بالشام تسمّى عندنا الصنوبر من أجل ثمره . «لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۰۶ (أرز)» .
2.مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۸۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۳۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۲۷ .
3.الاُرْزَة والأَرَزَة جميعا : الأَرْزَة ، وقيل : إنّ الأَرْزَةَ إنّما سمّيت بذلك لثباتها . وأَرَزَت الشجرةُ تَأْرِزُ إذا ثبتت في الأرض . «لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۰۷ (أرز)» .