495
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

و«قال» في الخبر الآخر : من القيلولة ، ومفهوم الخبر : أنّ ما مضى من العمر لا يعود ، وما يأتي لا يُعلم حاله ، والساعة التي أنت فيها فهي عمرك فاغتنمها ، وليس مَثَلها إلّا كمثل الراكب المستظلّ تحت الشجرة للقيلولة ، فإذا دخل الرواح تركها أو إذا استراح ذهب .
ثمّ قال : لا يعتمد على الدُّنيا الفانية ؛ فإنّها وإن كانت نعمة فهي بالإضافة إلى الآخرة كمن وضع إصبعه في البحر وأخذ ، فكم يبقى عليه من الماء فهو بمنزلة الدُّنيا ، والبحر بمنزلة الآخرة .
وقال عيسى عليه السلام : «من ذا الذي يبني على موج البحر داراً؟ تلكم الدُّنيا ، فلا تتّخذوها قراراً» . ۱
وتشبيه الآخرة بالبحر ـ وإن كانت باقية وهذا فانٍ ـ للتقريب ولكثرة مائه في أعين الناس ، وهو كقوله : « مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوةٍ »۲ .

1.الأمالي للمفيد ، ص ۴۳ ، ح ۱ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۲ ، ص ۲۷ ، فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۵۹۳ .

2.النور (۲۴) : ۳۵ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
494

وقال عليه السلام : «النساء خلقن من ضعف ، فاستروا عوراتهنّ بالبيوت ، وداووا ضعفهنّ بالسكوت» . ۱
وروي : «وإن استمتعت به استمتعت وفيه أَوَدٌ»۲ ؛ أي عوجٌ .
والرواية الصحيحة : «مثل جليس الصالح مثل الداريّ ؛ إن لم يُحذك من عطره علَّقك من ريحه ، ومثل الجليس السوء مثل الكِيران ؛ إن لم يحرقك من شرار ناره علّقك من نتنه»۳ ، «فالداريّ» : العطّار ؛ نسب إلى دارين ۴ بلدة يُنسب إليها العطر .
وقيل : هو فُرْضَة ۵ بالبحرين ، كان بها سوق يُحمل إليها المسك . و«الإحذاء» : الإعطاء ، و«كِير الحدّاد» هو المبنيّ من الطين ، وقيل : «الكِير» : الزقّ ، و«السوء» : الرداءة والفساد ، فوصف به كما يوصف بالمصادر ، يُقال : رجل سوء .
وقيل : على حذف المضاف ؛ أي الجليس ذي السوء ، وأكثرُ الاستعمال على الإضافة ؛ يقول : رجلُ سوءٍ ، ومنه قوله : « ظَنَّ السَّوْءِ »۶ . و«القَيْن» ۷ : الحدّاد ، والحذيا : العطية على البشارة ، والصلاة المكتوبة : الفريضة ؛ قال تعالى : « كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ »۸ . ومثلها كالميزان، من أعطى الزيادة [استوفى] . ۹
وجاء في الحديث : «إنّ العبد إذا أقبل على صلاته أقبل اللّه عليه ، وإذا التفت أعرض عنه»۱۰ ؛ أي رَحْمَتُه .

1.كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۱۶ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۱۲۱ .

2.لم نعثر عليه إلّا في ضوء الشهاب (المخطوط) .

3.راجع : صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۲۳۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۴۲ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۶ .

4.دارين : اسكله اى است در بحرين كه از هندوستان مشك به آن جا آورند . «لغت نامه دهخدا ، (دارين)» ؛ فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند و النسبة إليها داريّ. «معجم البلدان، ج ۲، ص ۴۳۲».

5.فُرضَة النهر : مَشرب الماء منه ، والجمع فُرَض وفِراض . قال الأصمعي : الفُرْضَة : المَشرعة ، يقال : سقاها بالفِراض ؛ أي من فُرضَة النهر . «لسان العرب، ج ۷، ص ۲۰۶ (فرض)».

6.الفتح (۴۸) ، ۶ و ۱۲ .

7.القَيْن : الصانع . «لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۵۲ (قين)» .

8.البقرة (۲) : ۱۸۳ .

9.اُضيفت لاقتضاء السياق.

10.راجع: المحاسن، ج ۱، ص ۸۱؛ الأصول الستة عشر، ص ۷۰؛ المصنف لإبن ابى شيبه، ج ۱، ص ۴۹۲.

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 168432
صفحه از 627
پرینت  ارسال به