و«قال» في الخبر الآخر : من القيلولة ، ومفهوم الخبر : أنّ ما مضى من العمر لا يعود ، وما يأتي لا يُعلم حاله ، والساعة التي أنت فيها فهي عمرك فاغتنمها ، وليس مَثَلها إلّا كمثل الراكب المستظلّ تحت الشجرة للقيلولة ، فإذا دخل الرواح تركها أو إذا استراح ذهب .
ثمّ قال : لا يعتمد على الدُّنيا الفانية ؛ فإنّها وإن كانت نعمة فهي بالإضافة إلى الآخرة كمن وضع إصبعه في البحر وأخذ ، فكم يبقى عليه من الماء فهو بمنزلة الدُّنيا ، والبحر بمنزلة الآخرة .
وقال عيسى عليه السلام : «من ذا الذي يبني على موج البحر داراً؟ تلكم الدُّنيا ، فلا تتّخذوها قراراً» . ۱
وتشبيه الآخرة بالبحر ـ وإن كانت باقية وهذا فانٍ ـ للتقريب ولكثرة مائه في أعين الناس ، وهو كقوله : « مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوةٍ »۲ .