ثمّ ذكر تسليةً للمرضى ، فقال : إذا أصاب المؤمنَ حالةٌ يشكو منها سائر الخلق ، يكون وَجَعَهُ كفّارةً لذنوبه، ويفارق عنه كما يفارق جيّد الحديد من رديئه في كير الحدّاد .
وليس لمن يقول : «إنّ أعمال العباد طاعاتها ومعاصيها كلّها بقضاء اللّه وقدره» أن يستدلّ بالخبر الأخير ؛ لأنّه لا ينكر أن ليس للّه قضاء وقدر في الدُّنيا ؛ فإنّ أفعاله تعالى كلّها بقضائه وقدره .
ومعنى الخبر : إذا أراد اللّه أن يُمرِض إنساناً أو يميته أو يهلك ماله ، لا يمكنه دفع ذلك بوجه وسبب ، فكأنّ ذلك العقل الذي كان يدفع عنه باستعمال جميع ما يكرهه من أحدٍ من المخلوقين سلبه اللّه منه ، والمَجاز في الكلام ـ لئلّا يبطل دليل العقل ـ حَسنٌ . وهذا أحد القرائن التي توجب أن لا يحمل الكلام على ظاهره ، بل يطابق دليل السمع على دليل العقل .