ولقوله : « أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا »۱ . ۲
وفي المثل : «الواقية خيرٌ من الراقية» ؛ أي : حفظُ اللّه خيرٌ من رقيتك .
و«النكال» : العبرة التي ينكل الرجل عندها ؛ أي يجبن ويضعف ، وأراد بنكال قريش ما جرى عليهم من القحط والجَدب والقتال .
وقيل : الرحال وما رماهم اللّه به من الأنكال والقيود والأغلال وشماتة الأعداء وهجران الأوطان . وإنّما دعا لهم لفرط محبّته وشفقته عليهم .
وقال عليه السلام : «بورك لاُمّتي في بكورها يوم سبتها وخميسها» . ۳
وقال : «مَن بكّر يوم السبت في طلب حاجة ، فأنا ضامن بنجاحها» . ۴
وبيان قوله : «بارك لاُمّتي في بكورها» في تمامه ، وهو قوله : «بكّروا تنجحوا ، واصدقوا تفلحوا ، واغزوا تصحّوا» . ۵
وقيل : أراد هذه البركة في طلب العلم وطلب كسب الحلال .
وقوله : «إليك انتهت الأماني يا صاحب العافية» ، معناه : إليك بلغت الآمال والأماني يا من تملك دفع المضارّ والبلايا عن العباد ودفع العلل والأسقام عنهم ولا يقدر عليه غيرك . و«العافية» : دفاع اللّه عن العباد .
والصحيح أنّ هذه الكلمة ليست من جملة الدُّعاء . وغلط ۶ القضاعي في إيرادها في هذا الباب ؛ لأنّه ظنّ أنّ معناها ما ذكرناه ، وتحقيق ذلك أنّه عليه السلام يُخاطب إنساناً يكون في العافية والسلامة ، ولا يكون عنده مالٌ ولا نعمة ، يطيِّب عليه السلام قلبه بذلك
1.يوسف (۱۲) : ۲۱ .
2.النهاية في غريب الحديث، ج ۵، ص ۲۲۴.
3.راجع : الخصال ، ص ۳۸۳ ، ح ۵۹ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۹۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۶۱ .
4.كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۵۲۰ ، ح ۱۶۸۱۲ (رواه عن أبي نعيم عن جابر) .
5.لم نعثر عليه في موضع.
6.في المخطوطة : «غلظ» ، والظاهر أنّه تصحيف في الكتابة .