531
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

«ولا فاضحٍ» ؛ أي : مردّاً لا يفضحني على رؤوس الأشهاد .
وأراد عليه السلام حسن العافية في الدُّنيا ، وجميل الخاتمة في الآخرة ، جعل اللّه عاقبتنا إلى كلِّ خيرٍ بحقّ محمّد وآله: . ۱

1.جاء في ترقيمة المخطوطة : قد وقع الفراغ من تتميمه يوم الجمعة الخامس والعشرون من شهر ذي الحجّة الحرام سنة (۱۰۹۶) ستٍّ وتسعين بعد الألف من الهجرة النبوية . من دعاء مولانا أمير المؤمنين ـ عليه أفضل صلوات المصلّين ـ : اللّهمَّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، وأحضرهم بالكفاية للمتوكّلين عليك ، تشاهدهم في سرائرهم ، وتطّلع عليهم في ضمائرهم ، وتعلم مبلغ بصائرهم ، فأسرارهم لك مكشوفة ، وقلوبهم إليك ملهوفة ، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك ، وإن صبّت عليهم المصائب لجؤوا إلى الاستجارة بك ؛ علماً بأنّ أزمّة الاُمور بيدك ، ومصدرها عن قضائك ، فإن فهمت عن مسألتي أو عميت عن طلبتي ، فدلّني على مصالحي ، وخُذ بقلبي إلى مراشدي ؛ فليس ذاك بنكر من هداياتك ، ولا ببدع من كفايتك . اللّهمَّ احملني على عفوك ، ولا تحملني على عدلك . ومن ذلك : اللّهمَّ صُن وجهي باليسار ، ولا تَبذُل جاهي بالإقتار ، فأسترزقَ طالبي رزقك ، وأستعطفَ شرار خلقك ، وأبتليَ على مَن أعطاني ، وأفتتنَ بذمّ مَن منعني ، وأنت مِن وراء ذلك كلّه وليّ الإعطاء والمنع ؛ إنّك على كلّ شيءٍ قدير .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
530

ويقول : إلى حالتك انتهى أماني الخلق يا من هو في العافية ، احمَد اللّه على العافية ، وسَلْهُ تمام العافية ؛ فإنّها أعظم النِّعم .
ثمّ قال : ياربّ ، اجعل توبتي في موضع القبول ؛ ومعنى «توبتي» أي : رجوعي عن الذنوب والخطايا ، «واغسل حوبتي» أي : أزل عنّي الدَّرَن من الآثام والعيوب كما يُزال وَسَخ الثوب بالماء . و«الحوبة» : الإثم .
وروي : «وارحم حوبتي» ، وفسّرت بالحاجة والمسكنة ؛ وإنّما سمّوا الحاجة حوبةً لكونها مذمومة غير مرضيّة ، وكلّ ما لا يرتضونه ۱ فهو عندهم خطيئة وسيّئة ، وإذا ارتضوا شيئاً سمّوه خيراً ورشداً وصواباً. وإنّما أقام إماطة وزرها وإسقاط إثمها مقام غسل الأدران ؛ لأنّ الإنسان بعدها يعود نقيّ الأثواب .
وهذا الدُّعاء منه عليه السلام على وجه التعبّد والخضوع ، لا أنّ له حوبةً فيستحطّ وزرها ويستغسل دَرَنها ، ويكون قوله ذلك على طريق التعليم لاُمّته ؛ كيف يتوب العاصي ، ويستأمن الخائف .
والسبب الذي لأجله قلنا إنّ الأنبياء لا يجوز أن يواقعوا المعاصي أنّ الحَكَم ۲ إذا أرسل رسولاً جَنَّبه كلّ ما ينفِّر عنه ، والمعاصي منفّرة في العادات ، وليس ههنا موضع بيانه .
وعنه عليه السلام : «اللّهُمَّ إليك أرفع حوبتي» . ۳
ثمّ سأل ربّه عيشاً سويّاً على السَّداد والرَّشاد بعيداً عن الزيغ والفساد ، و«عيشةً سويّةً» ؛ يعني ذات سواء ، و«ميتةً نقيّةً ۴ » ؛ أي طاهرةً من الشُّبهات والشهوات والآفات والعاهات .
و«مردّاً» أي مرجعاً إليك ، لا يُخزي صاحبه ، و«الخزي» : الهوان والمذلّة .

1.في المخطوطة : «ترتضونه» ، والظاهر أنّه تصحيف ؛ بقرينة «ارتضوا» .

2.كذا في المخطوطة ، ويبدو أن يكون الصحيح : «الحكيم» .

3.الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۲۸۶ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۵ ، ص ۱۰ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۱ ، ص ۴۵۵ .

4.في المخطوطة : «تقيّة» ، وهو تصحيف من الكاتب ، لا يلائم مع معناه : «طاهرة» الذي ذكره الشارح .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 215489
صفحه از 627
پرینت  ارسال به