لصدئ الذنب والشكّ عن فؤاد كلِّ محصِّل معرفة اللّه ورسوله وحججه ، وشفاءٌ لكلّ داءٍ يكون بالذين يخافون عقاب اللّه ؛ لأنّ تلك اللفظة صدرت عن صدرِ موفَّقٍ مقوًّى بالعصمة قد خصّ بالفرق بين الحلال والحرام ، فلا وجه لردّها ، وكيف أنّها جاءت من جهة النبيّ الموصوف بهذه الصفات ، وهي أنّه عليه السلام يدعو الناس إلى الإسلام ، ويرشد عن الجهل والغفلة ، ولا يجوز على من ائتمنه اللّه من وحيه ـ عليه أفضل صلاةٍ صُلّيت على أحد من الأنبياء ـ ؟
وأمّا مشكلاته : فإنّ «أمّا» للتخيير كما أنّ «إمّا» للتخيير ، و«أمّا» كلمة يُقال بعد تقدّم كلام وهو متضمّن معنى الشرط ، ولذلك يجابُ بالفاء .
و«بعد» مبنيّ على الضمّ ، بني لما حُذِف منه المضاف إليه .
و «اللفظ» : الرمي إلّا أنّه اختصّ بالعرف بما يلفظ من الفم .
و«النبويّة» ، منسوبة إلى النبيّ ، وأصله من النباوة ، وهي الرفعة ۱ ، ولا يُهمز ؛ لقوله عليه السلام : ولا تَنبِروا ۲ باسمي ۳ ليكون اسم مدح ، ولا يكون من النبأ وهو الخبر .
و«الأدب» : ما يُدعا إليه ، فعل بمعنى مفعول كالنفض والقبض ، ومنه المأدبة ، فالأدب كلّ خَصلةٍ من خِصال الخير جديرة بأن يدعا إليها .
والشرع : طريقة الإسلام ، ومنه شريعة الماء : الطريق الذي يشرع إليه ، فعيلة بمعنى مفعولةٍ ، يقال : شرعت في الأمر شرعاً ، إذا خضت فيه ۴ .
والجلاء : مصدر جلوت السيف ، إذا نقّيته من الصداء ، وأصله الكشف والإظهار .
وقيل : ما سمّي القلب إلّا من تقلّبه ۵ .
والمراد بالعارف : هو المحصّل معرفة اللّه وجميع ما يجب عليه تحصيله من
1.راجع : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۰۲ (نبو) .
2.النَّبْرُ في الكلام : الهَمْزُ ، وكلّ شيء رفع شيئا فقد نبره . العين ، ج ۸ ، ص ۲۶۹ ؛ لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۸۹ (نبر) .
3.المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ابن عطيّة الأندلسي ، ص ۴۶۲ ، نقله عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرفوعا .
4.اُنظر : العين ، ج ۱ ، ص ۲۵۲ ؛ لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۷۵ (شرع) .
5.اُنظر : العين ، ج ۶ ، ص ۱۸۰ ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۴۹ (جلو) .