59
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

وضمّ كلّ كلمة إلى اُختها ؛ إرادة التيسير والتسهيل على الناظر في ذلك .
وأمّا مشكلاته : فإنّ الحديث صار بالعرف مختصّاً بأحاديث النبيّ عليه السلام ؛ ولذلك سمّي حملة الأخبار أصحاب الحديث ، فالحديث بمنزلة اسم العلم لأخبار رسول اللّه .
وحدّ الكلمة : كلّ لفظةٍ دلّت على معنى بالوضع .
و«الوصايا» : جمع وصيّة كمنيّة ومنايا ، والوصيّة : الأمر بما يعمل به الغير مقترناً بوعظٍ .
و«المواعظ» : جمع موعظة وهي مصدر ، وإنّما جمع لاختلاف أنواعه .
وقيل : إنّما جعل ۱ اسماً صريحاً ثمّ جمع ؛ لأنّ المصادر لا يثنّى ولا تجمع .
والمَثَل والمِثل ، كالشَّبَه والشِّبه لفظاً ومعنى : وهو كلّ ما يمثّل به الحال .
وقوله : «سلمت من التكلّف» كناية عن كونها مطبوعة لا كلفة له في بنائها .
والمباني : جمع مبناةٍ ومبنىً . والتعسّف : الأخذ على عسفٍ ، والعَسوف : الظلوم ۲ . والمعنى : ما يقصد بالكلام . وبان : ظهر وبَعُدَ . والتأييد : تفعيل من الأيد وهو القوّة .
والفصاحة : الظهور والبيان . والبلاغة : إيصال المعنى إلى القلب في جنس صورة من اللفظ . والسرد : النظم ، ومسرودة ، أي منظومة مؤلّفة ۳ . ومحذوفة الأسانيد ، أي متروكة .
والإسناد مصدرٌ جَعَلَه اسماً صريحاً ثمّ جَمَعَه ، وأسناد الأخبار : طرقه التي توصِل الحديث إلى النبيّ عليه السلام من أسماء الرواة ، وقال : إنّه فصّلها باباً باباً على مقتضى مقاربة الألفاظ كما تراه في الكتاب من باب الأمر والنهي ، وباب رُبَّ ، وباب نِعمَ وبئس ؛ ليسهل على من أراد حفظها ولا يختلط عليه . والتناول : الأخذ والإدراك .

1.في المخطوطة : «جمع» ، والظاهر أنّه تصحيف .

2.راجع : العين ، ج ۱ ، ص ۳۳۹ ؛ لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۴۵ (عسف) .

3.راجع : العين ، ج ۷ ، ص ۲۲۶ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۱۱ (سرد) .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
58

المعارف ، والمعرفة : علم يحصل بعد أن لم يكن ؛ ولذلك يوصف القديم بأنّه عالم ، ولا يُقال له «عارف» ، فالمعرفة أخصّ من العلم ، وهو ما اقتضى سكون النفس .
وشفاه اللّه من مرضه ، أي خلّصه من جانبه ، وشفاء البئر : حرفه ۱ .
والأدواء : جمع داء .
وروي : لصدرها ، والصدور : الرجوع عن الماء ، والورود ضدّه ، والورود : الدخول ، والصدر : الخروج .
والبيان : مصدر «بان الشيء» ، أي ظهر بمعنى التبيين ، ويكون مصدر بان زيدٌ الشيءَ بمعنى التبيين ، ويكون البيان التمييز والفرقان .
و«الهدى» هنا الدين ، وقوله : «يبصّر من العَمى» استعارة عن الهداية بالتبصير عن الغفلة والجهل ، و«أفضل» : أفعل للتفضيل ، و«ما صلّى» ما : مصدرية ، أي أفضل صلاةٍ على رسولٍ ، ولو أتى بالشرح لقال : لاصطفاهم ، فحذف ضمير المفعول تفخيماً .
وقد جمعت في كتابي هذا ممّا سمعته من حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ألف كلمةٍ من الحكمة في الوصايا والآداب والمواعظ والأمثال ، قد سلمت من التكلف مبانيها ، وبَعُدَت عن التعسّف معانيها ، وبانت بالتأييد عن فصاحة الفصحاء ، وتميّزت بهدى النبوّة عن بلاغة البلغاء ، وجعلتُها مسرودة يتلو بعضها بعضاً ، محذوفة الأسانيد ، مبوّبة أبوابا على حسب تقارب الألفاظ ؛ ليقرب تناولها ، ويسهل حفظها . ۲
أمّا معناه : فواضح ؛ لأنّه حكى أنّه جمع في هذا الكتاب من أخبار النبيّ عليه السلام ألفاً ، منها : ما يوعظ به الإنسان ، ومنها : ما يشبَّه به حال بحالٍ ؛ لرغبة أو رهبة ، لا شدّة في معرفة لفظها ، ولا مشقّة في الاطّلاع على معناها ، ثمّ وصفها بالفصاحة ؛ لأنّ منبعها من قليب ۳ النبوّة ، يعجز كلّ بليغ عن إيراد مثلها ، ثمّ ذكر أنّه جعل نظمها متناً ،

1.الشفاء : حرف كلّ شيء وحدّه . والحرف : هو طرف كلّ شيء وشفيره وحدّه وجانبه .

2.راجع : مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳ .

3.القَليبُ : البِئرُ ما كانت ، وقيل : البِئرُ ما لم تُطْوَ ، وجمعه : قُلُب . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۸۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ (قلب) .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 199691
صفحه از 627
پرینت  ارسال به