ثمّ زدتُ مئتي كلمة فصارت ۱ ألف كلمةٍ ومئتي كلمة ، وختمتُ الكتاب بأدعية مرويّةٍ عنه عليه السلام ، وأفردت الأسانيد جميعها كتاباً يرجع في معرفتها إليه ، وأنا أسأل اللّه تعالى أن يجعل ما اعتمدته من ذلك خالصاً لوجهه ومقرِّباً من رحمته بحوله وقدرته ۲ .
كان أوّل مرّةٍ وضع الكتاب على ألف حديث ، ثمّ ظهر له أخبار ، و لاح له أحاديث تليق بكلّ باب ، فزاد على الألف مئتي حديث فجعلها على هذا العدد ، وختم الكتاب بالدعاء كما افتتح بالحمد والثناء ، تبرُّكاً بذلك وتيمّناً .
ثمّ ذكر أنّه صنّف كتاباً آخر لأسانيد هذه الأخبار على ما سمعته من طرقه ؛ فإنّ الإسناد حجّة على صحّة الأخبار ، وعِلمُ الأخبار عِلم جليل ، خاصّةً معرفة الرجال وطبقاتهم والعلم بجرحهم وتعديلهم ؛ فإنّ الشريعة تُعرف بها بعد كتاب اللّه والإجماع ؛ إذ لا طريق للعقل إلى معرفتها ، وما جاء من ذلك في كتاب اللّه مجمل وبيانه يؤخذ من الأخبار ، وخبر الواحد وإن لم يوجب العلم فهو موجب للعمل على الظنّ عند أكثر العلماء .
فصل
اعلم أنّ كلّ خبر وحديث كان له سبب خاصّ ، كما أنّ لكلّ آيةٍ من كتاب اللّه كان له سبب نزول مفردٍ ، إلّا أنّ الرواة لم ينقلوا على الأكثر إلّا ما لا يُعلم إلّا بذكر سببه وإن كان وَرد كلّ خبر في أمرٍ خاصّ ، ولا يجب قصره عليه ؛ لأنّ لكلِّ كلام حكم نفسه ، فإذا اُطلق الكلام إطلاقاً فهو على العموم تناول كلّ ما يصحّ دخوله تحته ، والأصل في الكلام الإطلاق ، وإنّما يكون التقييد فرعاً ، والتخصيص شرعاً يُعلم بقرينة ودلالة منفصلةٍ .