71
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

وعن النبيّ عليه السلام : «مَن أخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً ثمّ ندم، فهو كفّارة له»۱ ، رواه ابن مسعود.
وقال له رجل : يا رسول اللّه ، إنّي رجل مِقراف للذُّنوب ، فقال : تُب إلى اللّه ، فقال : يا رسول اللّه ، إنّي أتوب ، ثمّ أعود؟! قال : كلّما أذنبت فتُب . قال : إذاً تكثر ذنوبي ؟ قال : عفو اللّه أكثر من ذنوبك . وقال : المؤمن واهٍ راقعٌ ، فالسعيد من هلك على رقعه ۲ .
و«التوبة» : الرجوع عن المعصية إلى الطاعة سرعاً .

۸.الجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ وَالفُرْقَةُ عَذَابٌ . ۳

يعني : كونوا مع جماعة الحقّ تُرحموا ، ولا تفارقوهم ؛ فإنّ مفارقتهم عذاب .
وقيل : أراد بالجماعة اجتماع المسلمين على شيء ، وبالفرقة اختلافهم فيه ، و«الجماعة» بمعنى الاجتماع، و«الفرقة» بمعنى الافتراق .
والمعنى على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، يعني : الجماعة علامة الرحمة وسببها ، والفرقة علامة العذاب أو سببه .
وقيل : المراد [أنّ] اجتماع المسلمين على كلمة واحدة وعلى رأي واحد سبب الرحمة ، وافتراقهم واختلاف كلمتهم سبب العذاب وعلامته ؛ لأنّ ذلك إنّما يكون بتوفيق من اللّه ولطفه ، وإذا تفرَّقتْ جماعتهم واختلفت كلمتهم وآراؤهم ، تنازعوا وتخالفوا ولم يستقم لهم أمرٌ . وهذا إنّما يكون بمعنى اتّفاق الآراء في الحروب والخروج إلى العدوّ ، فسبب الرحمة الموافقة والمطابقة ، وسبب العذاب المفارقة .

1.المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۲ ، ح ۱۰۵۳۷ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۴ ، ص ۱۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۵۹ ، ح ۸۳۶۰ ؛ كنزالعمّال، ج ۴، ص ۲۱۹، ح ۱۰۲۴۲ . وفي كلّ المصادر : «كفّارته» بدل «كفّارة له» .

2.المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۶ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۳۳۶ (وليس فيالجميع صدر الخبر إلى قوله : «من ذنوبك») .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳ ، ح ۱۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۸ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۴ ، ص ۲۰۵۸ ؛ الإستذكار لابن عبدالبرّ ، ج ۸ ، ص ۵۷۸ . وراجع : إرشاد القلوب ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ؛ الصواعق المحرقة ، ص ۷۷ ؛ المعتبر للحلّي ، ج ۲ ، ص ۳۶۳ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
70

بها ، والخُدَعَة الفاعل كالضُّحكة للذي يضحك من الناس .
وتحقيق الحديث : أنّ الحرب لا يكون بالشدّة والجلادة والقهر والشجاعة ، وإنّما هو بالحزم والرأي والعلم .
وقيل : إنّه عليه السلام قاله في قتل عمرو بن عبد ود .
وروي أنّه قاله يوم الأحزاب لمّا بعث نعيم بن مسعود ليُخذّل بين قريش و غطفان و اليهود .

۷.النَّدَمُ تَوْبَةُ . ۱

أي : معظم أركانها الندم ، كما قال : الحجّ عرفة ۲ . واقتصر في التوبة على الندم دون العزم على أن لا يعود إلى مثل الذنب الذي فعله ؛ لأنّه إذا كان مصرّاً غير مقلع فإنّه لا يكون نادماً على الحقيقة .
وقال أبو جعفر الطوسي : إذا تاب الرجل من بعض الكبائر مُصرّاً على بعضها يصحّ توبته ۳ .
والصحيح أنّها لا تصحّ . قال المرتضى : و حدّ التوبة أنّه ندمٌ على ما مضى وعزمٌ على أن لا يعود إلى مثله ؛ لقبحه أو لوجه قبحه ۴ .
و«الندم» من باب الاعتقاد . وقيل : هو من باب العلم ؛ لأنّه إذا فعل فعلاً ثمّ بدا له بعد ذلك أنّ له فيه ضرراً أو فوتَ منفعة ندم على ما فعله . وقيل : هو معنى برأسه ، وقيل : هو التحسّر فقط .

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲ و ۴۳ ، ح ۱۳ و ۱۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ و ۴۲۳ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۲۰ ، ح ۴۲۵۲ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۱ ؛ تحف العقول ، ص ۵۵ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ، ح ۱۶۸ .

2.عوالي اللئالي ، ج ۲ ، ص ۹۳ ، ح ۲۴۷ و ص ۹۷ ، ح ۲۶۵ و ص ۲۳۶ ، ح ۵ و ج ۳ ، ص ۱۶۲ ، ح ۴۷ ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۴۷ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۰ ، ص ۳۴ ، ح ۱۱۳۸۸ .

3.راجع : المبسوط ، ج ۷ ، ص ۱۹ .

4.راجع : مختلف الشيعة ، ج ۹ ، ص ۲۸۸ ؛ المواقف ، ج ۳ ، ص ۵۱۲ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 198308
صفحه از 627
پرینت  ارسال به