وعن النبيّ عليه السلام : «مَن أخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً ثمّ ندم، فهو كفّارة له»۱ ، رواه ابن مسعود.
وقال له رجل : يا رسول اللّه ، إنّي رجل مِقراف للذُّنوب ، فقال : تُب إلى اللّه ، فقال : يا رسول اللّه ، إنّي أتوب ، ثمّ أعود؟! قال : كلّما أذنبت فتُب . قال : إذاً تكثر ذنوبي ؟ قال : عفو اللّه أكثر من ذنوبك . وقال : المؤمن واهٍ راقعٌ ، فالسعيد من هلك على رقعه ۲ .
و«التوبة» : الرجوع عن المعصية إلى الطاعة سرعاً .
۸.الجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ وَالفُرْقَةُ عَذَابٌ . ۳
يعني : كونوا مع جماعة الحقّ تُرحموا ، ولا تفارقوهم ؛ فإنّ مفارقتهم عذاب .
وقيل : أراد بالجماعة اجتماع المسلمين على شيء ، وبالفرقة اختلافهم فيه ، و«الجماعة» بمعنى الاجتماع، و«الفرقة» بمعنى الافتراق .
والمعنى على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، يعني : الجماعة علامة الرحمة وسببها ، والفرقة علامة العذاب أو سببه .
وقيل : المراد [أنّ] اجتماع المسلمين على كلمة واحدة وعلى رأي واحد سبب الرحمة ، وافتراقهم واختلاف كلمتهم سبب العذاب وعلامته ؛ لأنّ ذلك إنّما يكون بتوفيق من اللّه ولطفه ، وإذا تفرَّقتْ جماعتهم واختلفت كلمتهم وآراؤهم ، تنازعوا وتخالفوا ولم يستقم لهم أمرٌ . وهذا إنّما يكون بمعنى اتّفاق الآراء في الحروب والخروج إلى العدوّ ، فسبب الرحمة الموافقة والمطابقة ، وسبب العذاب المفارقة .
1.المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۲ ، ح ۱۰۵۳۷ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۴ ، ص ۱۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۵۹ ، ح ۸۳۶۰ ؛ كنزالعمّال، ج ۴، ص ۲۱۹، ح ۱۰۲۴۲ . وفي كلّ المصادر : «كفّارته» بدل «كفّارة له» .
2.المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۶ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۳۳۶ (وليس فيالجميع صدر الخبر إلى قوله : «من ذنوبك») .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳ ، ح ۱۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۸ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۴ ، ص ۲۰۵۸ ؛ الإستذكار لابن عبدالبرّ ، ج ۸ ، ص ۵۷۸ . وراجع : إرشاد القلوب ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ؛ الصواعق المحرقة ، ص ۷۷ ؛ المعتبر للحلّي ، ج ۲ ، ص ۳۶۳ .