73
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

وقال جرير بن عبد اللّه : بايعنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله على السمع والطاعة والنصيحة لكلّ مسلم . ۱
والمراد «بالدين» هنا ملّة الإسلام . و«النصيحة» : إخلاص القول والنيّة للخير ، وهو الإصلاح أيضاً ، ومنه الناصح للخياط .

۱۱.الحَسَبُ المَالُ ، وَالكَرَمُ التَّقْوى . ۲

تقول : لا تفاخروا بالمال والنسب الشريف ؛ ف « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ »۳ ، وإنّ الرجل إذا كان ذا مالٍ في الدنيا يضاف إليه الكِبْر والعظمة وإن لم يكن كبراً في نفسه وأصله ، والكرم لا يحصل في المرء إلّا إذا كان حذِراً عن الشبهات مجانباً عن المحظورات .
و«الحسب» : ما يحسبه الرجل من مَفاخره ، ويُستعمل في النسب لهذا المعنى .
ولمّا غزا عليه السلام بني هوازن ، وغنم أموالهم وأولادهم ونساءهم ، وفدوا عليه صلى الله عليه و آله ، وكلّموا في السبي ، فخيّرهم بين المال والسبي ، فقالوا : «أمّا إذا خيّرتنا ، فإنّا لا نختار على الحسب شيئاً» ، فردّ عليهم النساء والصبيان ، فكأنّهم قالوا : لا نؤثر المال عليهم ، وإنّا لو اخترنا المال لبطل حسبنا . ۴
و«الكرم» : مجمع المفاخر . و«التقوى» : اتّقاء معاصي اللّه واتّقاء عقابه ، والتاء فيه بدل من الواو .

1.راجع : الأمالى للطوسي ، ص ۱۵۵ ، ح ۲۵۷ ؛ مسند زيد بن علي ، ص ۴۰۲ ؛ كتاب الموطّأ لابن مالك ، ج ۲ ، ص ۴۴۵ و ۹۸۲؛ مسند أحمد، ج۲، ص ۸۱ ؛ المجموع للنووي، ج ۱۹، ص۱۹۴ (و في الجميع: عن غير جرير) .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۶ ، ح ۲۰ و ۲۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۰ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۰ ، ح ۴۲۱۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۶۵ ، ح ۳۳۲۵ ؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم النيشابوري ، ج ۲ ، ص ۱۶۳ . معاني الأخبار ، ص ۴۰۵ ، ح ۷۶ (وفيه بدل «الحسب» : «الشرف») ؛ مجموعة ورّام ، ج ۲ ، ص ۳۲ (وفي الأخيرين عن الإمام الصادق عليه السلام ) .

3.الحجرات (۴۹) : ۱۳

4.المصنّف للصنعاني ، ج ۵ ، ص ۳۸۱ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۲۴۶ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
72

۹.الأَمَانَةُ غِنىً . ۱

معناه : كونوا أهل الأمانة لا الخيانة ؛ فإنّ الأمانة ذريعة للغنى ومظنّة لكثرة البيع والشرى [و] لأنّ الأمانة بعينها غنىً .
وتحقيقها : «الأمانة سببُ الغنى» على حذف المضاف ؛ فإنّ من عُرف بالأمانة يُرغب في معاملته ، فقال : «الأمانة هي عين الغنى» على سبيل المبالغة .

۱۰.الدِّينُ النَّصِيحَةُ . ۲

أي : انصحوا للخلق ؛ فإنّ قوّة الدين نصيحتهم .
والأصل في «النصيحة» التلفيق بين الناس من النَّصح ، وهو الخياطة .
وروي : لمّا قال عليه السلام : الدِّين النصيحة ، قيل : لمن؟ قال : للّه ولرسوله وللأئمّة وعامّة المسلمين ۳ .
فأمّا النصيحة للّه : فأداء طاعته واجتناب معاصيه وإخلاص العمل .
ونصيحة الرسول : الاقتداء بأفعاله وأقواله والاستنان بسننه ؛ قال اللّه تعالى : « وَ إِن تُطِيعُوهُ تهْتَدُواْ »۴ .
وأمّا نصيحة الأئمّة : فهي أن تطيعوهم في كلّ طاعة وصلاح .
وأمّا نصيحة العامّة : فالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والشفقة عليهم ، والدعاء لهم ، وكفُّ الأذى ، وأن تحبَّ لهم ما تحبُّ لنفسك .

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴ ، ح ۱۶ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۹۲ ، ح ۲۸۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ، ح ۳۰۸۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۶۰ ، ح ۵۴۹۲ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۱۰۲ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۱۲ ؛ شرح الكافي للمازندراني ، ص ۲۳۷ .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴ و ۴۵ ، ح ۱۷ ـ ۱۹ ؛ كتاب المسند للشافعي ، ص ۲۳۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۰۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۱ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۴۷ ، ح ۱۱۵ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۲۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۳۲۷ ، ح ۱۵۴۹۴ .

3.روضة الواعظين ، ج ۲ ، ص ۴۲۴ ؛ كتاب المسند للشافعي ، ص ۲۳۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۱ (مع اختلاف يسير فيها) .

4.النور (۲۴) : ۵۴ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 197653
صفحه از 627
پرینت  ارسال به