و«الحزم» : الاحتياط والحذر ، أصله الجمع والشدّ ، ومنه : الحُزْمَة من الحطب ، وحِزام الدابّة ، والحازم : الجامع للرأي السديد ۱ .
وروي : «الحزم سوء الظنّ بالناس» ۲ ، وحُسن الظنّ ورطة .
۱۵.الوَلَدُ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ . ۳
يعني : احتط لنفسك واستيقظ إذا كان لك أولاد ؛ فإنّهم يحملون الآباء على البخل بالمال ، والفرار من القتال ، والتأخُّر عن الحجِّ ، ويدعون إلى الحزن لفوح قلوبهم بجمع حطام الدُّنيا ، فهم مواضع البخل والجُبن والحزن ؛ فإنّ أبَ الأولاد يبخل فلا يعطي شيئاً من الزكاة ؛ خوفاً عليهم من الفقر ، ولا يرغب في الحجّ والجهاد ؛ خوفاً من ضياعهم ، ويحزن طول الأيّام إن جاعوا وإن عطشوا وإن عروا ومرضوا .
وروت خولة بنت حكيم : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خرج ، وهو محتضن حسنا وحسيناً ، وهو يقول : «أنتم تجبّنون وتجهّلون وتبخّلون ، وإنّكم لمن ريحان اللّه »۴ ، يعني تدعون آباءكم على الجُبن والبُخل .
وقيل : المَفعَلَة : مدعاة إلى فعله ، ويجوز أن يكون مصدراً ـ كالمَعْدَلَة ـ على تقدير حذف المضاف ، أي هم سبب البخل والجبن ، ويجوز أن يكون بمعنى الموضع ، أي هم موضع البخل والجبن .
1.في المخطوطة : «السديدة» والظاهر أنّه تصحيف .
2.المناقب للخوارزمي ، ص ۲۵۵ بيت شعر ولم يقرأه الإمام .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۹ و ۵۰ ، ح ۲۵ و ۲۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۷۲ (وفيهما : ـ «محزنة») ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۱۶۴ و ۲۹۶ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۲۰۲ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۵۷ ، ح ۱۱۸ (وفيه : «مجهلة» بدل «محزنة») ؛ التحفة السنيّة للسيّد الجزائري ، ص ۶۴ .
4.المجازات النبويّة ، ص ۶۱ ، ح ۳۷ ؛ المناقب ، ج ۳ ، ص ۱۵۴ ؛ بحارالأنوار ، ج ۴۳ ، ص ۲۸۰ (عن فضائل أحمد و تاريخ بغداد) .