77
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

و«الولد» : لفظ يصلح للواحد والجمع والمذكّر والمؤنّث ، وهو فعل بمعنى المفعول ، ويجمع أيضاً أولاداً وولداناً .

۱۶.البَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ . ۱

ينهى عن قول الفحش وأن يكون الإنسان شتّاماً لعّانا ؛ فإنّ تكلّم الفُحش في اللسان نوعٌ من الجفاء . و«الجفاء» : خلاف البرّ ، وقبيح القول مع الناس يكون جفاءً وإن كان محسناً إليهم .
وقيل : معناه : لا تعمل سيّئاً ولا تتكلّم بقبيح ؛ فإنّ ذلك من الجفاء الذي يُبعدُ العبد من اللّه تعالى ، وتمام الخبر : «الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنّة ؛ والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار» .
وقال عليه السلام : «إنّ اللّه يبغض الفاجر۲البذيّ۳؛ لو كان الفحش رجلاً لكان رجل سوء» . ۴
و«البذاء» : خبث اللسان ، وفلان بذيُّ اللسان ، إذا كان مؤذياً سبّاباً ۵ . و«الجفاء» : النبو والارتفاع .
وقال النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ والحسن والحسين عليهم السلام : «كيف بكم إن كنتم صرعى وقبوركم

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۰ ، ح ۲۷ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۱۰ ؛ موارد الظمآن ، ج ۱ ، ص ۱۲۶ . وفي الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ ، ح ۹ ؛ والغارات ، ج ۲ ، ص ۶۸۹ عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام ؛ وفي وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۵ ، ح ۲۰۹۰۵ عن كتاب الكافي .

2.في المصادر: «الفاحش» و في ضوء الشهاب (المخطوط): الفاجر.

3.راجع: السنن الكبرى، ج ۱۰، ص ۱۹۳؛ مسند الحميدي، ج ۱، ص ۱۹۴، ح ۳۹۴؛ الخصال، ص ۲۶۶، ح ۱۴۷.

4.كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ، ص ۱۸۱ ، ح ۳۲۸ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۳۹ ، ح ۸۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ (وفي كلّها : ـ «إنّ اللّه يبغض الفاجر البذي») . ورواه المحقّق الأميني رحمه اللهفي الغدير ، ج ۹ ، ص ۲۷۶ عن الطبراني وأبي الشيخ كما في المصادر الثلاثة المذكورة .

5.اُنظر : العين ، ج ۸ ، ص ۲۰۲ (بذي) ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۰ (بذأ) .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
76

و«الحزم» : الاحتياط والحذر ، أصله الجمع والشدّ ، ومنه : الحُزْمَة من الحطب ، وحِزام الدابّة ، والحازم : الجامع للرأي السديد ۱ .
وروي : «الحزم سوء الظنّ بالناس» ۲ ، وحُسن الظنّ ورطة .

۱۵.الوَلَدُ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ . ۳

يعني : احتط لنفسك واستيقظ إذا كان لك أولاد ؛ فإنّهم يحملون الآباء على البخل بالمال ، والفرار من القتال ، والتأخُّر عن الحجِّ ، ويدعون إلى الحزن لفوح قلوبهم بجمع حطام الدُّنيا ، فهم مواضع البخل والجُبن والحزن ؛ فإنّ أبَ الأولاد يبخل فلا يعطي شيئاً من الزكاة ؛ خوفاً عليهم من الفقر ، ولا يرغب في الحجّ والجهاد ؛ خوفاً من ضياعهم ، ويحزن طول الأيّام إن جاعوا وإن عطشوا وإن عروا ومرضوا .
وروت خولة بنت حكيم : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خرج ، وهو محتضن حسنا وحسيناً ، وهو يقول : «أنتم تجبّنون وتجهّلون وتبخّلون ، وإنّكم لمن ريحان اللّه »۴ ، يعني تدعون آباءكم على الجُبن والبُخل .
وقيل : المَفعَلَة : مدعاة إلى فعله ، ويجوز أن يكون مصدراً ـ كالمَعْدَلَة ـ على تقدير حذف المضاف ، أي هم سبب البخل والجبن ، ويجوز أن يكون بمعنى الموضع ، أي هم موضع البخل والجبن .

1.في المخطوطة : «السديدة» والظاهر أنّه تصحيف .

2.المناقب للخوارزمي ، ص ۲۵۵ بيت شعر ولم يقرأه الإمام .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۹ و ۵۰ ، ح ۲۵ و ۲۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۷۲ (وفيهما : ـ «محزنة») ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۱۶۴ و ۲۹۶ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۲۰۲ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۵۷ ، ح ۱۱۸ (وفيه : «مجهلة» بدل «محزنة») ؛ التحفة السنيّة للسيّد الجزائري ، ص ۶۴ .

4.المجازات النبويّة ، ص ۶۱ ، ح ۳۷ ؛ المناقب ، ج ۳ ، ص ۱۵۴ ؛ بحارالأنوار ، ج ۴۳ ، ص ۲۸۰ (عن فضائل أحمد و تاريخ بغداد) .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 197575
صفحه از 627
پرینت  ارسال به