فقلنا : لا نأكل طعاماً حتّى نسأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله هل يحلّ لنا؟ فسأله أحدنا ، فقال : «نعم ، مَن أكل بُرقْيَة باطلٍ فقد أكلت برقية حقٍّ»۱ .
وشكا رجل إلى الصادق عليه السلام الحُمّى ، فقال : «اقرأ إذا أصبحت قبل أن تكلّم أحداً فاتحة الكتاب سبع مرّاتٍ ، فإن لم تشف فاجعلها سبعين مرّة ، وأنا ضامن بالشفاء ، إلّا أن يكون حمّى الموت» . ۲
۱۸.الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ . ۳
معناه : ادعوا اللّه في الشدَّة والرخاء واستغيثوا به ، واستغيثوا بإظهار التذلّل له ، فهو رأس العبودية ، وقال تعالى : « ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ »۴ .
ومورده مورد الخبر الذي قبله ، كأنّه عليه السلام جعل الدعاء أصل العبادة ، أو العبادة نفسها ، قال اللّه تعالى : « فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » ، ۵ أي «اعبدوا اللّه » ، وما من عبادة بعد الفرائض وقراءة القرآن أفضل من الدعاء .
وروي : «أنّ الرجل إذا صلّى ركعتين ولم يسأل اللّه قال اللّه تعالى للملائكة : كأنّ عبدي استغنى عنّي! ، وإذا دعا لنفسه خاصّة يقول اللّه : يا ملائكتي ، يظنّ عبدي أنّه يسأل بخيلاً! ، وإذا دعا لنفسه وللمؤمنين قالت الملائكة : بدأ اللّه بك ، فمِن حقِّك إن تدع۶للمؤمنين أ[ن ]تدعو لك الملائكة ؛ فإنّ دعاءهم أقرب إلى الإجابة من دعائك» . ۷
1.سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۲۹ ، ح ۳۴۲۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۳۶۵ ؛ المحلي لابن حزم ، ج ۹ ، ص ۴۹۹ ؛ الشرح الكبير لابن قدامة ، ج ۶ ، ص ۶۴ .
2.لم نعثر عليه في المجامع الروائية ، ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۱ ـ ۵۳ ، ح ۲۹ و ۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۶۷ و ص ۲۷۱ و ص ۲۷۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۳۲ ، ح ۱۴۷۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۵۲ ، ح ۳۲۹۹ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ ، ح ۵ و ۷ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۴۱ ، ح ۴ (عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ الدعوات ، ص ۱۹ ، ح ۱۱ ؛ الخرائج والجرائح ، ج ۳ ، ص ۱۰۴۵ .
4.غافر (۴۰) : ۶۰ .
5.غافر(۴۰) : ۱۴ .
6.في المخطوطة : «تدعوا» والظاهر أنّه تصحيف أو في العبارة سقط .
7.لم نعثر عليه في المجامع الروائيّة، ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط) مع اختلاف.