79
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

فقلنا : لا نأكل طعاماً حتّى نسأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله هل يحلّ لنا؟ فسأله أحدنا ، فقال : «نعم ، مَن أكل بُرقْيَة باطلٍ فقد أكلت برقية حقٍّ»۱ .
وشكا رجل إلى الصادق عليه السلام الحُمّى ، فقال : «اقرأ إذا أصبحت قبل أن تكلّم أحداً فاتحة الكتاب سبع مرّاتٍ ، فإن لم تشف فاجعلها سبعين مرّة ، وأنا ضامن بالشفاء ، إلّا أن يكون حمّى الموت» . ۲

۱۸.الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ . ۳

معناه : ادعوا اللّه في الشدَّة والرخاء واستغيثوا به ، واستغيثوا بإظهار التذلّل له ، فهو رأس العبودية ، وقال تعالى : « ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ »۴ .
ومورده مورد الخبر الذي قبله ، كأنّه عليه السلام جعل الدعاء أصل العبادة ، أو العبادة نفسها ، قال اللّه تعالى : « فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » ، ۵ أي «اعبدوا اللّه » ، وما من عبادة بعد الفرائض وقراءة القرآن أفضل من الدعاء .
وروي : «أنّ الرجل إذا صلّى ركعتين ولم يسأل اللّه قال اللّه تعالى للملائكة : كأنّ عبدي استغنى عنّي! ، وإذا دعا لنفسه خاصّة يقول اللّه : يا ملائكتي ، يظنّ عبدي أنّه يسأل بخيلاً! ، وإذا دعا لنفسه وللمؤمنين قالت الملائكة : بدأ اللّه بك ، فمِن حقِّك إن تدع۶للمؤمنين أ[ن ]تدعو لك الملائكة ؛ فإنّ دعاءهم أقرب إلى الإجابة من دعائك» . ۷

1.سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۲۹ ، ح ۳۴۲۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۳۶۵ ؛ المحلي لابن حزم ، ج ۹ ، ص ۴۹۹ ؛ الشرح الكبير لابن قدامة ، ج ۶ ، ص ۶۴ .

2.لم نعثر عليه في المجامع الروائية ، ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط).

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۱ ـ ۵۳ ، ح ۲۹ و ۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۶۷ و ص ۲۷۱ و ص ۲۷۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۳۲ ، ح ۱۴۷۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۵۲ ، ح ۳۲۹۹ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ ، ح ۵ و ۷ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۴۱ ، ح ۴ (عن الإمام الصادق عليه السلام ) ؛ الدعوات ، ص ۱۹ ، ح ۱۱ ؛ الخرائج والجرائح ، ج ۳ ، ص ۱۰۴۵ .

4.غافر (۴۰) : ۶۰ .

5.غافر(۴۰) : ۱۴ .

6.في المخطوطة : «تدعوا» والظاهر أنّه تصحيف أو في العبارة سقط .

7.لم نعثر عليه في المجامع الروائيّة، ولكن ورد في ضوء الشهاب (المخطوط) مع اختلاف.


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
78

شتّى؟! ثمّ قال للناس : فإذا كان ذلك فلا تجفونا ، فقد جُفينا أحياء ، ولا تجفونا أمواتاً» . ۱

۱۷.القُرْآنُ هُوَ الدَّوَاءُ . ۲

يقول : إذا كنتم مذنبين أو جاهلين فارجعوا إلى علوم القرآن وأوامره وتدبّروها ؛ فإنّه دواءُ أعظم الأدواء الذي هو الكفر وما دونه .
وقيل : معناه : إذا كان بأحدكم داء لا دواء [له] فعليكم بكتاب اللّه ؛ فإنّه شفاء ، قال اللّه تعالى : « وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ »۳ ، وقال : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ »۴ ، والقرآن دواء للعامّ شفاء للخاصّ . إشارة إلى العينين .
وقال صلى الله عليه و آله : «فاتحة الكتاب الشافية الكافية»۵ ، «فاتحة الكتاب شفاء من كلّ سقم»۶ ، «من لم يستشف بالقرآن فلا شفاهُ اللّه »۷ ، «من لم يشفه الحمد فلا شفاه اللّه »۸ .
وعن أبي سعيد الخدري : كنّا في رُفقة [فمررنا] ۹ بحيٍّ ، فقالوا لنا : إنّ فتىً منّا قد صُرع وجنّ ، فهل فيكم من دواء له؟ قلنا : نعم ، فأتيناه فإذا هو مصروع ، فجعل أحدنا يقرأ عليه فاتحة الكتاب ، فقام بإذن اللّه كما اُنشط من عقالٍ ، فأعطونا طعاماً ،

1.الإرشاد ، ج ۲ ، ص ۱۳۱ ؛ الجمل ، ص ۱۰ ؛ الخرائج والجرائح ، ج ۲ ، ص ۴۹۱ (مع اختلاف يسير في الجميع) .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۱ ، ح ۲۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ، ح ۶۱۸۷ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۵۱۷ ، ح ۲۳۱۰ ؛ الدعوات ، ص ۱۸۸ ، ح ۵۲۱ ؛ وعنه في بحارالأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۱۷۶ ، ح ۴ .

3.الإسراء (۱۷) : ۸۲ .

4.يونس (۱۰) : ۵۷ .

5.راجع : صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۶۲۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۵۷ ؛ مسند أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ .

6.إمتاع الأسماع ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ ، عمدة القاري ، ج ۱۲ ، ص ۱۰۱ ؛ فتح القدير ، ج ۱ ، ص ۱۶ .

7.مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۳۶۳ (وعنه في بحارالأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۱۷۶ ، ح ۱) ؛ تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۰ ، ص ۹ ، ح ۲۸۱۰۶ .

8.بحارالأنوار ، ج ۵۹ ، ص ۷۵ ، ذيل ح ۳۵ .

9.في المخطوطة: «عور ما»، وما اُثبت من بعض المصادر القريبة عليها. في ضوء الشهاب (المخطوط): كنا في رفقة من أصحاب رسول اللّه فمررنا بحيٍّ من أحياء العرب. وفي أحكام القرآن للجصّاص: «كنا في سريّة». أحكام القرآن، ج ۱، ص ۲۶.

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 197519
صفحه از 627
پرینت  ارسال به