إلى الترك والتقى . على أنّ الترك ـ فعل الورع ـ الكفُّ عن المعاصي ، و«الملاك» القوام [و] ما يستمسك به الشيء ؛ لأنّ الملك في اللغة الشدّة .
۳۱.خَشْيَةُ اللّهِ رَأْسُ كُلِّ حِكْمَةٍ . ۱
أي خَفْ عقاب اللّه بترك معاصيه ؛ فإنّ الخوف من عقوبة اللّه أصل العلوم ، والحكيم إذا رأى مضرّةً صغيرةً دَفعَها عن نفسه بمقتضى حكمته ، و«الحكمة» مصدرُ حَكُمَ فهو حكيم ، والحكيم : المُحكِم لأفعاله كالأليم بمعنى المؤلم .
وقيل : الحكيم : العالم بدقائق الاُمور ، وأصله من حَكَمَةِ اللِّجام ؛ لأنّ خوف عقابه تعالى يمنع من ارتكاب المعاصي وترك الواجبات . وقيل : المراد «بالخشية» هاهنا العلم بثواب اللّه وعقابه [المودّي ]إلى كلّ علم . وقيل : العلم باللّه ابتداءُ كلِّ علم ، فلو لم يوجب علينا علوماً شرعية لكان الواجب علينا أن نعرفه ، والخشية بمعنى العلم معروفة ؛ قال اللّه تعالى : « فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَـنًا وَ كُفْرًا »۲ أي : علمنا أنّه يؤذيهما أذىً عظيماً ؛ لطغيانه وكفره .
۳۲.الوَرَعُ سَيِّدُ العَمَلِ . ۳
يقول : أمسكوا عن المحرّمات والمحظورات ، وكُفُّوا عن الشبهات والشهوات ؛ فإنّ الثواب على ترك المناهي أعظم من الثواب على الأوامر ، فكان «الورع» الذي هو الكف عن السيئات سيدّ الأعمال ، واللام في «العمل» تعريف الجنس ، وإذا رَضِيَ السيّد فالرعيَّة تابعة له .