93
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

وعن مكحول : سمع ابنُ جَريحٍ كلمةَ حكمةٍ ، فقال : «ضالّتي وربّ الكعبة» ۱ . وفي رواية : «الحكمة ضالَّة المؤمن ؛ حيث وجدها قيّدها ،۲ثمّ ابتغى۳إليها ضالّة اُخرى» .

۴۰.البِرُّ حُسْنُ الخُلقِ . ۴

يقول : إن شئت أن تكون بارّاً جامعاً للخير كلِّه فكن ۵ حَسَن الخُلق ؛ فإنّ البارَّ هو الذي حَسُن خلقه مع الخلق وسِرُّه مع الحقِّ . وقيل : معناه : إذا لم تصلْ يدُك إلى الإحسان والمبرَّة بالغير فخالِقْه بخُلق حسن ، وإذا كانت شيمتك مع الناس حسنة فكأنَّما بررتَهم ووصلتهم. و«البِرّ» والمبرَّة : الصِّلة والإحسان ، ورجلٌ بارٌّ وبَرٌّ بوالديه، إذا كان حَسَن الخدمة لهما ، وحجّ مبرور، أي مقبول ، وبَرَّ في يمينه صَدَقَ فيها ولم يحنث ، والخُلق : الطبيعة .

۴۱.الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الجُنُونِ . ۶

معناه : إذا كنت شابّاً فإيّاك أن تكون طليق العنان ؛ فإنّ الشباب طائفة من الجنون ، والمجنون ينبغي أن يكون مقيَّداً حتّى لا يعبث ، وإنّما قال ذلك [ ل ] أنّ الأغلب في حال الشباب أنّه لا يركب أمراً يُستحسن في المقال والفعال ، بل ينسب ذلك إلى الجنون والمُجُون .
وقيل : معناه : إذا كان لك ولد شابٌّ فاحفظه وكن قائداً بلجام القهر له إلى الطاعة،

1.لم نعثر عليه في مظانّه.

2.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۸۶ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۴ ، ص ۸۱ ، ح ۸۲ ؛ غرر الحكم ، ص ۵۸ ، ح ۶۱۳ (وفي كلّها إلى قوله : «قيّدها» و مع اختلاف يسير) .

3.في المخطوطة : «انبقى»، والمناسب ما اُثبت.

4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۳ و ۵۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۸۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۲۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۷ .

5.في المخطوطة : «وكن» وهو تصحيف .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۶۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۱۸۰ ؛ نصب الراية للزيلعي ، ج ۲ ، ص ۴۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۷ ، ح ۵۷۷۴ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۲۰۳ ، ح ۱۵۹ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
92

الحكيم ، وفيه كلّ الحكمة . و«الرِّفق» : المداراة والملاينة وحسن المعاشرة مع الناس ، يقال : رفق ، فهو رفيق ، أي لطيف ، فعيل بمعنى فاعل ، ورافقه مرافقة فهو رفيقه ، فَعيل بمعنى مُفاعلٍ ، كالأكيل والجليس ، والرِّفق أيضاً مصدر رَفَقَ ، وهو ضدّ العُنف . ۱

۳۹.كَلِمَةُ الحِكمَةِ ضالَّةُ كُلِّ حَكِيمٍ . ۲

يقول : إذا سمعتَ بكلمة الحكمة من غير حكيم فلا تظنَّها من عنده ، وإنّما كانت عند حكيم فضلَّت عنه فوجدها ۳ الجاهل وأخذها كمن وجد ضالَّةً .
وقيل : إنّ معناه أنّ كلمة الحكمة إذا سمعها الحكيم تعلَّق بها وكتبها وحفظها واحتفظ بها [وكأنّها] كانت ضالّته ؛ لأنّه كان طالباً له كطالب الضالَّة، يعني أنّ المؤمن يحرص على جمع الحِكَمِ مِن أين يجدها .
وقال سيبويه : الكَلِمُ اسمٌ صيغَ للجمع وليس بجمع الكلمة ، وإنّما جمعُها الكلمات ۴ .
ولو قلنا: إنّه من باب تَمرَة و تَمْر لم يبعد . و«الضالَّة» ما ضلَّ الناسُ ، والهاء للمبالغة ، ويجوز أن يكون صفة موصوف مؤنَّث كالنفيسة . قال ابن دريد : «الحكمة كلمة وَعَظَتْك أو زجرتْك أو دَعَتك إلى مكرمة أو نَهَتْك عن قبيح» .

1.اُنظر : العين ، ج ۵ ، ص ۱۷۹ ؛ لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۸ (رفق) .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۵ ، ح ۵۲ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۵ ، ح ۴۱۶۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ ، ح ۲۸۲۸ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۳۱۷ ، ح ۱۶۰ (وفي الثلاثة الأخيرة : «المؤمن» بدل «حكيم») . وفي الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶۷، ح ۱۸۶ عن الإمام الصادق عليه السلام وعوالي اللئالي ، ج ۴ ، ص ۸۱ ، ح ۸۲ مرسلاً عن الرَّسول صلى الله عليه و آله : «الحكمة ضالّة المؤمن» ؛ وفي تحف العقول ، ص ۵۰۲ عن الإمام عليّ عليه السلام (وفيه أيضا : «المؤمن» بدل «حكيم») .

3.في المخطوطة : «فضلّت عند يوجدها»، والمناسب ما اُثبت.

4.راجع : شرح الرضيّ على الكافية ، ص ۲۴ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 197110
صفحه از 627
پرینت  ارسال به