95
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

ويحفظن الشرّ ، يتهافتن بالبهتان ، ويتمادين للطغيان ، ويتصدّين للشيطان» . 1
و«الحبائل» : جمع حبالة ، وهي شبكة الظِّباء والنِّعاج عند العرب ، يعني أنّهن آلة من آلات الشيطان وشبكة من شبكاته ، وإنّما ذُكر بلفظ الحبائل إشارةً إلى أنّ الخبيثات من النساء يُشبّهن بالظباء .
قال أبو عبيد : جعل الحبالة [الّتي] تنصب للصيد مثلاً للنساء مع الشيطان ، وأراد أنّه يَلعب بهنّ كيف يشاء ويجعلهنّ سبباً لكلّ فسادٍ ، جَعَلهنّ من أقوى ما يصيد به الشيطان الرجال ، فهنّ له كالحبائل المبثوثة ، ولأنّهنّ مظانّ الشهوات .

۴۳.الخَمْرُ جِماعُ الإِثْمِ وَاُمُّ الخَبائِثِ . ۲

يقول : لا تشربوا الخمر ؛ فإنّها تستر العقل ، و«جماع الإثم» حيث لا عقل يردع ، وهي مرجع كلّ خصلةٍ قبيحة وخُطَّةٍ خبيثة واُمّها ؛ لأنّها سبب لتوالد المعاصي وركوب الفواحش ؛ [أ]لا ترى أنّ المرء إذا ارتكب معصيةً فربّما اقتصر عليها ولم يتجاوز إلى غيرها سوى شرب الخمر ؛ فإنّه إذا شربها سكر وزال عقله ، وارتكب كلّ عظيمة ، وأتى بكلِّ كبيرة ولا يستحيي ؟!
وقال عليه السلام : «جُعل الشرُّ كلُّه في بيت ، وجعل مفتاحه [شرب] الخمر»۳ .
وسمِّي «الخمر» خمراً لمخامرتها العقول، أي مخالطتها وسترها عليها ، والخُمار : ما يأخذ الشارب من أذى الخمر من الصُّداع والدُّوار ۴ ، و«الجماع» هاهنا : الجمع ، وفي غير هذا الموضع بمعنى المفاعلة . و«الاُمّ» : الوالدة ؛ لأنّ مرجع الولد إليها

1.الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۵۴ ، ح ۴۹۰۰ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۵۱۲ ، ح ۱ ؛ روضة الواعظين ، ج ۲ ، ص ۳۸۰ (مع اختلاف يسير في كلّها) .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۸ ، ح ۵۶ و ۵۷ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۴ ، ص ۱۶۱ ، ح ۴۵۶۵ ؛ نصب الراية ، ج ۲ ، ص ۴۵ . تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ جامع الأخبار ، ص ۱۵۱ ؛ بحارالأنوار ، ج ۳۲ ، ص ۴۰ ؛ و ج ۳۳ ، ص ۶۲۱ (وفي كلّ المصادر إلّا مسند الشهاب : ـ «واُمّ الخبائث») .

3.جامع الأخبار ، ص ۱۴۹ ؛ بحارالأنوار ، ج ۸۰ ، ص ۱۴۸ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۵۴ ، ح ۲۰۷۲۴ .

4.اُنظر : العين ، ج ۴ ، ص ۲۶۳ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۵۷ (خمر) .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
94

ودافعاً إيَّاه بزمام التسخير عن المعصية ؛ فإنّ الشابَّ الغِرَّ الذي لم يجرِّبِ الاُمور ولم يُحْنِكه التجارب يكون في الأغلب سادراً ۱ في جماعة، متسكِّعاً في علوائه ، لا يتّعظ بمواعظ العقل ، ولا يتأدَّب بآداب الشرع طوعاً ورغبةً إلّا مَن عَصَمَه اللّه ، فهو كالمجنون وإن كان عاقلاً ؛ إذ لا يَعمل عقله ولا يَعمل به فكأنَّه ليس له عقل . يقال : شبَّ الصبيُّ شباباً ، إذا ترعرع ، فهو شابّ ۲ . و«الجنون» مصدر جُنَّ الرَّجل فهو مجنون ، إذا كان مغلوباً على عقله . كأنّه قال : الشباب جزءٌ من الجنون وطرفٌ منه . و«مِن» للتبيين ، و«الشعبة» غُصنٌ من أغصان الشجر ثم استُعمل في كلِّ جزء من غيرها .

۴۲.النِّساءُ حَبائِلُ الشَّيطَانِ . ۳

يقول : إيَّاك والنساء الصالحات ، 4 وكن على حذر من الصالحات ؛ فإنّ الشيطان إذا أراد أن يَصيد رجلاً من الصلحاء جعل واحدةً منهنَّ شبكةً واُحبولةً فينصبها ويصطاده بها . وقال عليه السلام : «النساء شرٌّ كلّهنّ ، وشرُّ ما فيهنّ قلّة الاستغناء عنهنّ» 5 . وقال أمير المؤمنين : «لا تطيعوا النساء على حالٍ ، ولا تأمنوهنّ على مالٍ ، إن تُركن وما يردن أوردن المهالك ، و أذللن 6 الممالك ، لا دين لهنّ عند لذّتهنّ ، ولا وَرَعَ لهنّ عند شهوتهنّ ، يَنسين الخير ،

1.قال ابن الأثير: وفي حديث عليّ عليه السلام : «نفر مستكبرا وضبط سادرا» أي لاهيا. النهاية، ج ۲، ص ۳۵۴ (سدر).

2.اُنظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۸۳ ؛ مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۸۵ (شبب) .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۱۸۱ ؛ نصب الراية ، ج ۲ ، ص ۴۵ . المجازات النبويّة ، ص ۲۰۲ ، ح ۱۵۸ ؛ وص ۳۷۳ ، ح ۲۸۸ ؛ كنزالفوائد ، ص ۹۷ ؛ بحارالأنوار ، ج ۱۰۰ ، ص ۲۴۹ ، ح ۳۸ (وفي الكلّ: - واُمُّ الخبائث).

4.كذا في المخطوطة ، ولعلّ مراده : «الطالحات» .

5.الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۳۹۴ ؛ الجمل ، ص ۱۵۹ ؛ الطبقات لابن سعد ، ج ۳ ، ص ۴۰ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۱۱۸ .

6.في المخطوطة : «أذلن» . وليس هذه الفقرة في المصادر .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 197000
صفحه از 627
پرینت  ارسال به