ويحفظن الشرّ ، يتهافتن بالبهتان ، ويتمادين للطغيان ، ويتصدّين للشيطان» . 1
و«الحبائل» : جمع حبالة ، وهي شبكة الظِّباء والنِّعاج عند العرب ، يعني أنّهن آلة من آلات الشيطان وشبكة من شبكاته ، وإنّما ذُكر بلفظ الحبائل إشارةً إلى أنّ الخبيثات من النساء يُشبّهن بالظباء .
قال أبو عبيد : جعل الحبالة [الّتي] تنصب للصيد مثلاً للنساء مع الشيطان ، وأراد أنّه يَلعب بهنّ كيف يشاء ويجعلهنّ سبباً لكلّ فسادٍ ، جَعَلهنّ من أقوى ما يصيد به الشيطان الرجال ، فهنّ له كالحبائل المبثوثة ، ولأنّهنّ مظانّ الشهوات .
۴۳.الخَمْرُ جِماعُ الإِثْمِ وَاُمُّ الخَبائِثِ . ۲
يقول : لا تشربوا الخمر ؛ فإنّها تستر العقل ، و«جماع الإثم» حيث لا عقل يردع ، وهي مرجع كلّ خصلةٍ قبيحة وخُطَّةٍ خبيثة واُمّها ؛ لأنّها سبب لتوالد المعاصي وركوب الفواحش ؛ [أ]لا ترى أنّ المرء إذا ارتكب معصيةً فربّما اقتصر عليها ولم يتجاوز إلى غيرها سوى شرب الخمر ؛ فإنّه إذا شربها سكر وزال عقله ، وارتكب كلّ عظيمة ، وأتى بكلِّ كبيرة ولا يستحيي ؟!
وقال عليه السلام : «جُعل الشرُّ كلُّه في بيت ، وجعل مفتاحه [شرب] الخمر»۳ .
وسمِّي «الخمر» خمراً لمخامرتها العقول، أي مخالطتها وسترها عليها ، والخُمار : ما يأخذ الشارب من أذى الخمر من الصُّداع والدُّوار ۴ ، و«الجماع» هاهنا : الجمع ، وفي غير هذا الموضع بمعنى المفاعلة . و«الاُمّ» : الوالدة ؛ لأنّ مرجع الولد إليها
1.الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۵۴ ، ح ۴۹۰۰ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۵۱۲ ، ح ۱ ؛ روضة الواعظين ، ج ۲ ، ص ۳۸۰ (مع اختلاف يسير في كلّها) .
2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۸ ، ح ۵۶ و ۵۷ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۴ ، ص ۱۶۱ ، ح ۴۵۶۵ ؛ نصب الراية ، ج ۲ ، ص ۴۵ . تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ جامع الأخبار ، ص ۱۵۱ ؛ بحارالأنوار ، ج ۳۲ ، ص ۴۰ ؛ و ج ۳۳ ، ص ۶۲۱ (وفي كلّ المصادر إلّا مسند الشهاب : ـ «واُمّ الخبائث») .
3.جامع الأخبار ، ص ۱۴۹ ؛ بحارالأنوار ، ج ۸۰ ، ص ۱۴۸ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۵۴ ، ح ۲۰۷۲۴ .
4.اُنظر : العين ، ج ۴ ، ص ۲۶۳ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۵۷ (خمر) .