97
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

وروي : أنّ صحابيّا ۱ مات في غزوة خيبر فقال صلى الله عليه و آله : صلّوا على صاحبكم . فقال [رجلٌ] ۲ : يا رسول اللّه ، لا تصلّي عليه؟! قال : لا ، لأنّه غلّ من الغنيمة ، ففتشوا رحله فوجدوا فيه حرزا ليهودي ما كان يساوي درهمين وأصاب سهمٌ رجلاً فمات ، فقال رسول اللّه : هو في النار ، فنظروا فإذا عليه كساء قد غَلَّه . ۳
وقال صلى الله عليه و آله : «إيّاكم والغُلول ، فإنّ الغُلول خِزيٌ على صاحبه [يوم القيامة] ، فأدّوا الخيط والمخيط» . ۴

۴۵.النِّيَاحَةُ مِنْ عَمَلِ الجَاهِلِيَّةِ ۵

يقول : لا تَتركوا نساءكم يتناوحن عند وفاة أحدٍ ويرجِّعن الكلمات المنظومة تشبه الشعر ؛ فإنّ ذلك من أعمال الجاهلية ، وليس من سيرة المسلمين ، وكان أهل زمان الجهل يَنوحون على موتاهم وقتلاهم لا يَرَون بعثاً ولا نشوراً ، والمسلمون إذا كانوا آمنوا بالقيامة مِن حقّهم أن يصطبروا .
وقال عليه السلام : «يُحشر النوائح يوم القيامة يَنْبحن كما تنبح الكلاب ،۶وتَخرج النائحة من قبرها شَعثاء غبراء واضعةً يدها على رأسها تقول : واويلاه ! وملكٌ يقول : آمين . ولعن رسول اللّه النائحة والمستمعة» . ۷ والفِعالة من أبنية الصِّناعة كالنِّساجة والخِياطة ، والفَعالة ـ بالفتح ـ المصدر كالسَّماحة والظَّرافة، كأنّه قال : من يَصنع بهذه الصنعة التي هي النياحة لم يكن على سنّتي .

1.في المخطوطة: «أصحابنا»، والمناسب ما اُثبت.

2.اُضيفت لاقتضاء الضرورة.

3.راجع : كشّاف القناع ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ دلائل النبوّة ، ج ۴ ، ص ۲۵۵ ؛ نيل الأوطار ، ج ۴ ، ص ۸۴ .

4.مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۳۰ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۹ ، ص ۱۴۷ ؛ فتح الباري ، ج ۶ ، ص ۱۵ (مع اختلاف) .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۰۴ ، ح ۱۵۸۱ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ، ح ۶۰۵۸ ؛ البداية والنهاية ، ج ۵ ، ص ۱۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۹ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ ؛ كنزالفوائد ، ص ۹۷ .

6.الجامع الصغير ، ج ۱، ص ۴۹۹، ح ۳۲۴۳؛ كنزالعمّال، ج ۱۵، ص ۶۰۸، ح ۴۲۴۱۶؛ فيض القدير، ج ۳، ص ۳۰۲ (مع اختلاف يسير في الجميع) .

7.راجع: الفقيه، ج ۴، ص ۳، ح ۴۹۶۸؛ الأمالي للصدوق، ص ۴۲۲، ح ۱؛ مجموعة ورّام، ج ۲، ص ۲۵۶.


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
96

ومفزعه نحوها .
واُمّ القرى : مكّة ؛ لأنّها أصل الأرض ، وأصل الكلمة من الاُمّ وهو القصد ، و«الخبائث» جمع خبيثة ، وإنّما سمّاها اُمّ الخبائث استعارةً على تغليظ النَّهي عن شربها ؛ فالاُمّ جامعة لأولادها . والفائدة في تقديمها على جميع المعاصي أنّ الأغلب في شربها أن يكون طريقاً إلى ارتكاب الكبائر ، فالسُّكر يَحمل صاحبه على القذف والافتراء وإراقة الدماء واستحلال الأموال .
وروي أنّ ملكاً دعا زاهداً إلى وطئ امرأةٍ حسناء وغلام وقتل طفل ، أو إلى شرب الخمر ، وقال : إن لم تفعل واحداً قتلتك! فاستهان أمر الخمر ، وقال : «أشرب الخمر» فسَقَوهُ ، فلمّا سكر قَتَلَ الصبيّ ، وأتى الغلام ، ووقع عليها ، فجَمَعَ بين الكبائر كلّها لفساد العقل ، ولو اختار غير الخمر لما فعل إلّا واحدة .
و«الإثم» : الذنب العظيم ، ويسمّى الخمر إثماً .

۴۴.الغُلُولُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ . ۱

يقول : لا تخونوا المسلمين في شيء من الأشياء ؛ فإنّ من خان أحداً باقتطاع مالٍ له فكأنّما يجرّ [إلى] نفسه جمرة من جمرات نار اللّه ، وقال : الخبر مخصوص بمن خان في الغنيمة وأخفاها ولا يرُدّها إلى القِسم ، معناه : مَن خان في مال الغنيمة استحقَّ نار جهنّم ، وإنّما سمّيت غلولاً لأنّ الأيدي مغلولة منها، أي ممنوعة ، و«الغلول» : الخيانة ، يقال : غلّ الرَّجل ، إذا خان ، ومنه قوله : « وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَغُلَّ »۲ وقرئ يُغلّ، أي يخان . و«الجمر» : القطعة من النار غير الملتهبة ، و«جهنّم» اسم للنار عَلَمٌ أعني النار المعدّة للكفَّار ، وقيل : هو اسم دركة من دركاته .

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ المصنّف ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ شرح السير الكبير للسرخسي ، ج ۱ ، ص ۴۴ ، ح ۳۵ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۲ ، ص ۵۹ . تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ ؛ كنزالفوائد ، ص ۹۷ .

2.آل عمران (۳) : ۱۶۱ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 196924
صفحه از 627
پرینت  ارسال به