وروي : أنّ صحابيّا ۱ مات في غزوة خيبر فقال صلى الله عليه و آله : صلّوا على صاحبكم . فقال [رجلٌ] ۲ : يا رسول اللّه ، لا تصلّي عليه؟! قال : لا ، لأنّه غلّ من الغنيمة ، ففتشوا رحله فوجدوا فيه حرزا ليهودي ما كان يساوي درهمين وأصاب سهمٌ رجلاً فمات ، فقال رسول اللّه : هو في النار ، فنظروا فإذا عليه كساء قد غَلَّه . ۳
وقال صلى الله عليه و آله : «إيّاكم والغُلول ، فإنّ الغُلول خِزيٌ على صاحبه [يوم القيامة] ، فأدّوا الخيط والمخيط» . ۴
۴۵.النِّيَاحَةُ مِنْ عَمَلِ الجَاهِلِيَّةِ ۵
يقول : لا تَتركوا نساءكم يتناوحن عند وفاة أحدٍ ويرجِّعن الكلمات المنظومة تشبه الشعر ؛ فإنّ ذلك من أعمال الجاهلية ، وليس من سيرة المسلمين ، وكان أهل زمان الجهل يَنوحون على موتاهم وقتلاهم لا يَرَون بعثاً ولا نشوراً ، والمسلمون إذا كانوا آمنوا بالقيامة مِن حقّهم أن يصطبروا .
وقال عليه السلام : «يُحشر النوائح يوم القيامة يَنْبحن كما تنبح الكلاب ،۶وتَخرج النائحة من قبرها شَعثاء غبراء واضعةً يدها على رأسها تقول : واويلاه ! وملكٌ يقول : آمين . ولعن رسول اللّه النائحة والمستمعة» . ۷ والفِعالة من أبنية الصِّناعة كالنِّساجة والخِياطة ، والفَعالة ـ بالفتح ـ المصدر كالسَّماحة والظَّرافة، كأنّه قال : من يَصنع بهذه الصنعة التي هي النياحة لم يكن على سنّتي .
1.في المخطوطة: «أصحابنا»، والمناسب ما اُثبت.
2.اُضيفت لاقتضاء الضرورة.
3.راجع : كشّاف القناع ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ دلائل النبوّة ، ج ۴ ، ص ۲۵۵ ؛ نيل الأوطار ، ج ۴ ، ص ۸۴ .
4.مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۳۰ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۹ ، ص ۱۴۷ ؛ فتح الباري ، ج ۶ ، ص ۱۵ (مع اختلاف) .
5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۰۴ ، ح ۱۵۸۱ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ، ح ۶۰۵۸ ؛ البداية والنهاية ، ج ۵ ، ص ۱۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۹ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ ؛ كنزالفوائد ، ص ۹۷ .
6.الجامع الصغير ، ج ۱، ص ۴۹۹، ح ۳۲۴۳؛ كنزالعمّال، ج ۱۵، ص ۶۰۸، ح ۴۲۴۱۶؛ فيض القدير، ج ۳، ص ۳۰۲ (مع اختلاف يسير في الجميع) .
7.راجع: الفقيه، ج ۴، ص ۳، ح ۴۹۶۸؛ الأمالي للصدوق، ص ۴۲۲، ح ۱؛ مجموعة ورّام، ج ۲، ص ۲۵۶.