و«الجاهلية» : زمان الفترة قبل الإسلام ، أي الأيَّام الجاهلية والسِّنون والأزمنة المنسوبة إلى الجهل ، وهي في العرف عبارة عمّا كان قبل مبعث النبيّ صلى الله عليه و آله ، و النَّوح : اجتماع النساء [للحزن] وأصله من التقابل ، ۱ وإنّما حُرِّم ذلك لِما فيه من منع الصبر وعِظَم الإثم .
۴۶.الحُمّى رَائِدُ المَوْتِ . ۲
يقول : الحُمّى مقدّمة الموت وطليعته ـ لشدّة أمرها ـ ورسوله الذي يَرتاد له ، فإذا حُمَّ أحدُكم فليوصِّ ، فالحمّى رسول الموت ، ونموذج من شدائده ، وإنّها تُنذِر وتؤذِن بالموت ، فمن أتته الحُمّى ينبغي أن يتوب وينظر في اُمور نفسه فيما بينه وبين اللّه وما بينه وبين الناس ؛ فإنّه لا يأمن أن لا يُمهَل ، فهو من باب الوعظ والوصيَّة بإعداد الأهِبَّة لسفر القيامة ؛ فإنّ من مات فقد قامت قيامتُه . و«الرائد» : مقدِّم القوم إلى الماء والكلاء ، من : راد يرود ، إذا جاء وذهب .
۴۷.الحُمّى مِنْ فَيحِ جَهَنَّمَ . ۳
يقول : الحمّى من روائح جهنّم ، وله معنيان : أحدهما : الإخبار عن شدّة حرارتها وإنذارها صاحبها من حرارة جهنم ، والثاني : مَن أخذته فكأنَّما أصابه بعض عذاب النار ؛ فإنّ الحمّى نارٌ تجيء من القلب وتُحرق البدن ، قال اللّه تعالى في صفة جهنّم : «نَارُ اللّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ»۴ .
و«الحُمّى» : فُعلى ، مِن حُمَّ الشيءُ ، إذا قُدِّر ، أو مِن حَمِيَ الشيء ، إذا حَمِيَ
1.اُنظر : العين، ج ۳، ص ۳۰۵؛ لسان العرب، ج ۲، ص ۶۲۷ (نوح).
2.مسند الشهاب، ج ۱، ص ۶۹، ح ۵۸ و ۵۹؛ فتح الباري، ج ۱۰، ص ۱۴۹؛ الجامع الصغير، ج ۱، ص ۵۹۳، ح ۳۸۴۴ و ۳۸۴۵؛ كنزالعمّال، ج ۳، ص ۳۱۹، ح ۶۷۴۳ و ۶۷۴۴. الكافي، ج ۳، ص ۱۱۱، ح ۳، و ص ۱۱۲، ح ۷؛ التمحيص، ص ۴۳، ح ۴۹؛ الخصال، ص ۶۲۰؛ ثواب الأعمال، ص ۱۹۲.
3.مسند الشهاب ، ج ۱، ص ۷۰، ح ۶۰ و ۶۱؛ مسند أحمد، ج ۱ ، ص ۹۱ . تفسير مجمع البيان، ج ۶، ص ۴۴۳؛ تفسير نور الثقلين، ج ۳، ص ۳۵۴، ح ۱۳۶؛ الاُصول الستّة عشر، ص ۱۵۰؛ بحارالأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۵۰ .
4.الهمزة (۱۰۴) : ۶ ـ ۷ .