99
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

واحترق ، ۱ وفُعلى تأنيث أفعل التفضيل كالأحسن والحُسنى والأعلى والعليا ، وهو في العرف لما يَنتَاب من العلّة في كلّ يوم أو يومين .
و«الفَيح» : من قولهم : فاحت الرائحة تفوح ، إذا علت وظهرت ، خرج هذا الكلام مخرج التقريب ، أي كأنّه نار جهنم في الحرّ ، والفيح : انتشار الحَرِّ وسُطُوعه . ۲

۴۸.الحُمّى حَظُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ . ۳

يُشير بهذا إلى أنّ ألم الحمّى وشدائدها وحرارتها تصير كفّارةً لصاحبها المؤمن ، فكأنّ اللّه يكفِّر بها من خطاياه ، يعني أنّ المؤمن إذا حُمَّ وكان مستحقّاً للعقاب جَعَلَ اللّه ذلك نصيبه من النار .
وعن مجاهد في قوله : «وَ إِن مِّنكُمْ إِلَا وَارِدُهَا»۴ قال : «من حُمَّ من المسلمين فقد وردها ، وهو حَظُّ المؤمن من النار» ۵ ، والحمّى في الدُّنيا هي الورود في الآخرة ، وهذا محمول على تخفيف الشدَّة لصاحبها في المآب وزيادة الفضل عليه بسببها والثواب .
والخبر الأوَّل قريب من هذا في أحد المعنيين ، ولما فُتح خيبر أقبل الناس على الفواكه فأخذهم الحمّى فشكوا ذلك إلى النبيِّ صلى الله عليه و آله فقال : «يا أيَّها الناس ، إنّ الحمّى رائد الموت ، وسِجن اللّه في أرضه ، وقطعة من النار»۶ .

1.اُنظر : العين ، ج ۳، ص ۳۱۲؛ لسان العرب، ج ۱۴، ص ۱۹۸ (حمو) .

2.اُنظر : العين ، ج ۳، ص ۲۵۶ (قوح) ؛ لسان العرب ، ج ۲، ص ۵۶۸ (قيح) .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۱، ح ۶۲؛ تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي، ج ۲، ص ۳۳۴ و ص ۳۳۵؛ الجامع الصغير، ج ۱، ص ۵۹۳، ح ۳۸۴۶ و ۳۸۴۸؛ كنزالعمّال ، ج ۳، ص ۳۱۹، ح ۶۷۴۵. الكافي، ج ۳، ص ۱۱۲، ح ۷؛ ثواب الأعمال، ص ۱۹۲؛ مكارم الأخلاق، ص ۳۵۷؛ الدعوات، ص ۱۷۱، ح ۴۷۷ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة) .

4.مريم (۱۹) : ۷۱ .

5.راجع : تفسير مجاهد ، ج ۱، ص ۳۸۹؛ تفسير الثعلبي، ج ۶، ص ۲۲۸؛ تفسير البغوي ، ج ۳ ، ص ۲۰۵ ؛ بحارالأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۵۰ ؛ و ج ۶۳ ، ص ۱۰۶ .

6.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۱۲ ، ح ۷ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۱۹۲ ؛ عدّة الداعي ، ص ۱۲۶ (مع اختلاف يسير في كلّها) .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
98

و«الجاهلية» : زمان الفترة قبل الإسلام ، أي الأيَّام الجاهلية والسِّنون والأزمنة المنسوبة إلى الجهل ، وهي في العرف عبارة عمّا كان قبل مبعث النبيّ صلى الله عليه و آله ، و النَّوح : اجتماع النساء [للحزن] وأصله من التقابل ، ۱ وإنّما حُرِّم ذلك لِما فيه من منع الصبر وعِظَم الإثم .

۴۶.الحُمّى رَائِدُ المَوْتِ . ۲

يقول : الحُمّى مقدّمة الموت وطليعته ـ لشدّة أمرها ـ ورسوله الذي يَرتاد له ، فإذا حُمَّ أحدُكم فليوصِّ ، فالحمّى رسول الموت ، ونموذج من شدائده ، وإنّها تُنذِر وتؤذِن بالموت ، فمن أتته الحُمّى ينبغي أن يتوب وينظر في اُمور نفسه فيما بينه وبين اللّه وما بينه وبين الناس ؛ فإنّه لا يأمن أن لا يُمهَل ، فهو من باب الوعظ والوصيَّة بإعداد الأهِبَّة لسفر القيامة ؛ فإنّ من مات فقد قامت قيامتُه . و«الرائد» : مقدِّم القوم إلى الماء والكلاء ، من : راد يرود ، إذا جاء وذهب .

۴۷.الحُمّى مِنْ فَيحِ جَهَنَّمَ . ۳

يقول : الحمّى من روائح جهنّم ، وله معنيان : أحدهما : الإخبار عن شدّة حرارتها وإنذارها صاحبها من حرارة جهنم ، والثاني : مَن أخذته فكأنَّما أصابه بعض عذاب النار ؛ فإنّ الحمّى نارٌ تجيء من القلب وتُحرق البدن ، قال اللّه تعالى في صفة جهنّم : «نَارُ اللّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ»۴ .
و«الحُمّى» : فُعلى ، مِن حُمَّ الشيءُ ، إذا قُدِّر ، أو مِن حَمِيَ الشيء ، إذا حَمِيَ

1.اُنظر : العين، ج ۳، ص ۳۰۵؛ لسان العرب، ج ۲، ص ۶۲۷ (نوح).

2.مسند الشهاب، ج ۱، ص ۶۹، ح ۵۸ و ۵۹؛ فتح الباري، ج ۱۰، ص ۱۴۹؛ الجامع الصغير، ج ۱، ص ۵۹۳، ح ۳۸۴۴ و ۳۸۴۵؛ كنزالعمّال، ج ۳، ص ۳۱۹، ح ۶۷۴۳ و ۶۷۴۴. الكافي، ج ۳، ص ۱۱۱، ح ۳، و ص ۱۱۲، ح ۷؛ التمحيص، ص ۴۳، ح ۴۹؛ الخصال، ص ۶۲۰؛ ثواب الأعمال، ص ۱۹۲.

3.مسند الشهاب ، ج ۱، ص ۷۰، ح ۶۰ و ۶۱؛ مسند أحمد، ج ۱ ، ص ۹۱ . تفسير مجمع البيان، ج ۶، ص ۴۴۳؛ تفسير نور الثقلين، ج ۳، ص ۳۵۴، ح ۱۳۶؛ الاُصول الستّة عشر، ص ۱۵۰؛ بحارالأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۵۰ .

4.الهمزة (۱۰۴) : ۶ ـ ۷ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق: سليماني الاشتياني،مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 196885
صفحه از 627
پرینت  ارسال به