۲۳۶.وقال أنَسٌ : كُنتُ عِندَ الحُسينِ عليه السلام ، فَدَخَلَت عَلَيهِ جاريةٌ بِيَدِها طاقةُ رَيحانٍ، فحَيَّتهُ بها ، فقالَ لَها: أنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ اللّهِ تَعالى.
فَقُلتُ : تُحَيِّيكَ بِطاقَةِ رَيحانٍ لاخَطَرَ لها فَتُعتِقُها؟! فَقالَ : كَذا أدَّبَنا اللّهُ تعالى ، قالَ «وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ»۱ ، فكانَ أحسنَ مِنها عِتقُها. ۲
۲۳۷.وكَتَبَ إليهِ أخوهُ الحَسَنُ عليهماالسلام يَلومُهُ عَلى إعطاءِ الشُّعَراءِ، فَكَتَبَ إلَيهِ : أنتَ أعلَمُ مِنِّي بِأنَّ خَيرَ المالِ ما وَقى العِرضَ. ۳
۲۳۸.وكانَ مِن دُعائهِ عليه السلام : اللّهُمَّ لا تَستَدرِجني ۴ بِالإحسانِ ، وَلا تُؤَدِّبني بِالبَلاءِ. ۵
۲۳۹.وقالَ عليه السلام لِمُعاويةَ : مَن قَبِلَ عَطاءَكَ فَقَد أعانَكَ عَلَى الكَرَمِ. ۶
۲۴۰.قيل: وتذاكَروا العَقلَ عِندَ مُعاويةَ ، فَقالَ الإمامُ الشَّهيدُ الحُسينُ بنُ عليٍّ عليهماالسلام: لا يَكمُلُ العَقلُ إلّا بِاتِّباعِ الحَقِّ.
فَتَبَسَّمَ مُعاويةُ وقالَ : ما في صُدورِكُم إلّا شيءٌ واحدٌ. ۷
ولهذا قالَ الحَسَنُ بنُ أبي الحسن البصري ـ وقَد سُئل عَنِ العاقِلِ ـ فقالَ : العاقِلُ مَنِ اتَّقى اللّهَ وتَمَسَّكَ بِطاعَتِهِ ؛ فقالَ لَهُ رَجُلٌ : فَمُعاويةُ؟ قالَ: تِلكَ الشَّيطَنةُ ، تِلكَ الفَرعَنةُ، ثُمّ قال: ذلكَ شَبيهٌ بِالعَقلِ.
وكَذلكَ قالَ سُفيانُ الثَّوريُّ وقَد سَمِعَ رَجُلاً في مَجلِسِهِ يَقولُ : كانَ مُعاويةُ عاقِلاً فَقالَ : العَقلُ لُزومُ الحَقِّ وقَولُ الصِّدقِ. ۸
1.. النساء : ۸۶.
2.. نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۵.
3.. نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۵.
4.. الاستدراج: من السُّنن الإلهيّة، وهو أن يزيد اللّه نعمه على العبد عقيب عصيانه بدلاً عن عقوبته، فيغفل بذلك عن التوبة. راجع في هذا الشأن: سورة الأعراف: ۱۸۲، القلم: ۴۴، وراجع أيضا الكافي: ج ۱ ص ۴۵۲ «باب الاستدراج».
5.. نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۶.
6.. الدرّة الباهرة: ص۲۴، ح۴۸، كنزالفوائد: ج۲ ص۳۵، نثرالدرّ: ج۳ ص۱۵۰ وفيهما من دون إسنادٍ إلى المعصوم.
7.. أعلام الدين : ص ۲۹۸.
8.. الكافي : ج ۱ ص ۱۱ ح ۳، معاني الأخبار : ص ۲۴۰، المحاسن : ج ۱ ص ۳۱۰ ح ۶۱۳ كلّها عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه.