۲۷۹.الكَريمُ يَبتَهِجُ بِفَضلِهِ ، وَاللَّئِيمَ يَفتَخِرُ بِمُلكِهِ. ۱
۲۸۰.وقال ( عليه السلام ) لِبَعضِهِم: إيّاكَ والغيبةَ ! فَإنّها إدامُ كِلابِ النارِ. ۲
۲۸۱.مَنِ اتَّكَلَ عَلى حُسنِ اختِيارِ اللّهِ جَلَ وعزَّ لَهُ، لَم يَتَمَنَّ أنَّهُ في غَيرِ الحالِ الَّتِي اختارَهَا اللّهُ تَعالى لَهُ. ۳
۲۸۲.وقيلَ : شاجَرَهُ بَعضُ الناسِ في مَسألةِ مِنَ الفِقهِ ، فَقالَ : يا هذا! إنّكَ لَو صِرتَ إلى مَنازِلِنا لَأرَيناكَ آثارَ جَبرَئيلَ في رِحالِنا ، أفَيَكونُ أحَدٌ أعلَمُ بِالسُّنَّةِ مِنّا؟ ۴
۲۸۳.أعظَمُ الناسِ خَطَراً مَن لَم يَرَ الدُّنيا خَطَراً لِنَفسِهِ. ۵
۲۸۴.وكانَ عليه السلام يقولُ في دُعائه: اللُّهُمّ إنّ استِغفاري لَكَ مَعَ الإصرارِ عَلَى الذَّنبِ لُؤمٌ ، وإنّ تَركيَ الاستغفارَ مَعَ عِلمي بِرَحمَتِكَ عَجزٌ ، فَكَم تَتَحَبَّبُ إليَّ وأنتَ الغَنيُّ عَنِّي ، وكَم أتَبَغَّضُ إلَيكَ وأنا الفَقيرُ إلَيكَ ، فَيا مَن إذا تَوَعَّدَ عَفا، وإذا وَعَد وَفى ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وافعَل بي أولى الأمرَينِ بِكَ. ۶
۲۸۵.وكانَ عليه السلام سَقَطَت عَنهُ سَبعُ ثَفِناتٍ مِثلِ ثَفِناتِ الإبِلِ مِن مَواضِعِ سُجودِهِ وكانَ إذا صَلّى يَبرُزُ إلى مكانٍ خَشِنٍ ، فَيَتَحَفّى وَيَتَحَسَّرُ ويُصَلِّي فيهِ، وكانَ كثيرَ البُكاءِ.
قالَ : فَخرَجَ يَوماً في حَرٍّ شَديدٍ إلى الجَبّانِ لِيُصَلِّيَ فيهِ فَتَبِعَهُ مَولىً لَهُ ، فَوَجَدَهُ وَهُوَ ساجدٌ على الحِجارةِ ـ وهي خَشِنةٌ حارَّةٌ ـ وهُوَ يبكِي ، فَجَلَسَ مَولاهُ حَتّى فَرِغَ ، فَرَفَعَ
رأسَهُ وكَأنَّهُ غَمَسَ رأسَهُ ووَجهُهُ في الماءِ مِن كَثرةِ الدُّموعِ ؛ فقالَ لَهُ مَولاهُ : يا سَيِّدي! أما آن لِحُزنِكَ أن ينقضِيَ؟
فَقالَ لَهُ عليه السلام : وَيحَكَ! إنَّ يعقوبَ بنَ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ كانَ نبيَّاً ابنَ نبيٍّ ابنِ نبيٍّ ، وكانَ لَهُ أثنا عَشَر ابناً ، فَغَيَّبَ اللّهُ عَنهُ واحِدا مِنهُم ، فَذَهَبَ مِن كَثرةِ بُكائهِ عَلَيهِ بَصَرُهُ واحدَودَبَ ظَهرُهُ مِنَ الحُزنِ، وشابَ رأسُهُ مِنَ الغَمِّ ، وكانَ ابنُهُ حَيّاً.
وأنا نظرتُ إلى أبي وأخي وعَمّي وسَبعةَ عَشَرَ مِن وُلدِهِم مُقَتَّلينَ صَرعى، فَكَيفَ يَنقَضي حُزني؟! ۷
1.. نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۴۳.
2.. صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۲۶۰ ح ۱۹۵، مسند زيد : ص ۴۹۰، تحف العقول : ص ۲۴۵ عن الإمام الحسين عليه السلام ، الأمالي للصدوق : ص ۲۷۷ ح ۳۰۸ عن الإمام عليّ عليه السلام.
3.. تحف العقول : ص ۲۳۴ عن الإمام الحسن عليه السلام ، نثر الدرّ : ج ۵ ص ۲۰۱ من دون إسنادٍ إلى المعصوم.
4.. بصائر الدرجات : ص ۱۲ ح ۲ نحوه.
5.. الكافي : ج ۱ ص ۱۹ ح ۱۲ عن الإمام الكاظم عليه السلام ، تحف العقول : ص ۲۷۸، نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۹، معاني الأخبار : ص ۱۹۵ ح ۱، الأمالي للصدوق : ص ۷۳ ح ۴۱ كلاهما عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله نحوه.
6.. تهذيب الأحكام: ج ۳ ص ۹۰ ح ۲۵۰ عن الإمام الصادق عليه السلام ، مصباح المتهجّد: ص۵۶۶ ح۶۶۹ كلاهما نحوه.
7.. الخصال : ص ۵۱۸ ح ۴ وليس فيه مقاطع منه ، كامل الزيارات : ص ۲۱۳ ح ۳۰۷ فيه ذيله من «فجلس مولاه» نحوه.