۲۸۹.إذا عَلِمَ اللّهُ تَعالى مِن عَبدٍ حُسنَ نِيَّةٍ اكتَنَفَهُ بِالعِصمةِ. ۱
۲۹۰.اشحَنوا قُلوبَكُم بِالخَوفِ مِنَ اللّهِ تَعالى ؛ فَإن لَم تَسخَطوا شَيئاً مِن صُنعِ اللّهِ تَعالى يُلِمُّ بِكُم ، فَاسألوا ما شِئتُم. ۲
۲۹۱.لا يَصبِرُ عَلَى المُروءَةِ إلّا صاحِبُ طَبعٍ كَريمٍ. ۳
۲۹۲.وكانَ عليه السلام يقولُ : مُعالَجَةُ المَوجودِ أفضَلُ مِنِ انتِظارِ المَفقودِ. ۴
۲۹۳.مَن حاوَلَ أمراً بِمَعصيةِ اللّهِ كانَ أقرَبُ لِما يخافُ ، وأفوَتُ لِما يَرجو. ۵
۲۹۴.إيّاكَ والكِبرَ ! فَإنّه داعيةُ المَقتِ ، ومِن بابِهِ تَدخُلُ النِّقَمُ عَلى صاحِبِهِ ، وما أقَلَّ مَقامَهُ عِندَهُ ، وأسرَعَ زَوالَهُ عَنهُ ۶ !
۲۹۵.بِإجالةِ الفِكرِ يُسَدَّدُ الرأي المُعشِبُ ، وبِحُسنِ التأنّي تَسهُلُ المَطالِبُ وبِخَفضِ الجانِبِ يُقبِلُ النَّفورُ ، وبِسَعَةِ الخَلقِ تَطيبُ المَعيشةُ ، وبِكَثرةِ الصَّمتِ تَكثُرُ الهَيبةُ ، وبِعَدلِ المَنطِقِ تَجِبُ الجَلالةُ ، وبِصالِحِ الأخلاقِ تَزكو الأعمالُ ، وبِاحتِمالِ المُؤنِ يَجِبُ السُّؤدَدُ ، وبِالرِّفقِ والتَّوَدُّدِ تُحبِبكَ القُلوبُ، وبِحُسنِ اللِّقاءِ يألَفُكَ الثَّناءُ ، وبِإيثارِكَ عَلى نَفسِكَ تَستَحِقُّ اسمَ الكَرَمِ ، وبِالصِّدقِ والوَفاءِ تَكونُ للناسِ رِضىً ، وبِتَركِ الإعجابِ تأمَنُ مَقتَ ذَوي الألبابِ، وبِتَركِ ما لا يَعنيكَ يَتِمُّ لَكَ الفَضلُ ، وبِالتَّواضُعِ تَنالُ الرِّفعةَ. ۷
۲۹۶.أمرُ الدِّينِ مَعقودٌ بِفَرضٍ عامٍّ ، وواجبٍ خاصٍّ ، ومُهمَلٍ مُرسَلٍ ومَحدودٍ مُستَقبَلٍ. ۸
تَفسيرُ الشَّريفِ المُرشِدِ أبي يَعلى مُحمَّد بنِ الحَسَنِ الجعفري الطالبي ۹ لِذلكَ الجَواب ـ وباللّهِ التَّوفيقُ ـ :
أمّا الفَرضُ العامُّ فَهُوَ المَعرِفَةُ بِاللّهِ تعالى لِعُمومِ اللُّطفِ بِها لِكافّةِ المُكَلَّفينَ والنَّظَرُ إنّما وَجَبَ وكانَ أوَّلَ الواجِباتِ لِأجلِ أنّه وُصلةٌ إليها ، وأنّه لا طَريقَ إلَيها سِواه، وأمّا الواجِبُ الخاصُّ فَهُوَ الشُّكرُ للّهِِ تَعالى عَلى خَلقِهِ العَبدَ وإسداءِ النِّعَمِ إلَيهِ وحِباهُ ، واُصولُ النِّعَمِ الَّتي هِيَ الحَياةُ والقُدرةُ والشَّهوَةُ التي لا تَتِمُّ نِعمةُ مُنعِمٍ إلّا بِتَقَدُّمِها ، والعِبادةُ تُستَحَقُّ بِها ؛ لأنّ العِبادةَ كَيفيّةٌ في الشُّكرِ ، وذلكَ يَخُصُّ المُنعِمَ عَلَيهِ وقَد تَلحَقُ بِذلكَ الواجِباتُ الشَّرعيّةُ التي يَتَعَيَّنُ فَرضُها عَلَى المُكَلَّفِ ولا يَقومُ فِعلُ الغَيرِ مَقامَ فِعلِهِ فيها كَالطَّهارةِ والصَّلاةِ.
وأمّا المُهمَلُ المُرسَلُ فَيُحتَمَلُ أن يَكوَن المُرادُ بِهِ النَّفَلَ ، ومَندوباتِ الشَّرعِ مِن حَيثُ كانَ لِلمُكَلَّفِ الاستِكثارُ مِنها واستحقاقُ الثَّوابِ بِذلِكَ ، ولاحَرَجَ عَلَيهِ في تَركِها ولا يُذَمُّ بِالعُدولِ عَنها ، فَشُبِّهَت بِالمُهمَلِ المُرسَلِ مِن حَيثُ لا تَضيِيقَ فِيها ، ولا عِقابَ يَلحَقُ بِالانصِرافِ عَنها.
والمَحدودُ المُستَقبَلُ ما ضُيِّقَ وَاُوجِبَ ولَم يُجعَل للمُكَلَّفِ فُسحةٌ في تَركِهِ، وتُوُعِّدَ عَلَى العُدولِ عَنهُ بِالعِقابِ.
ولَيسَ يَخرُجُ أمرُ الدِّينِ عَن هذا التَّقسيمِ عَلى طَريقِ الجُملةِ ، وإن كانَ تَفصيلُهُ يَطولُ بِهِ الشَّرحُ.