۹۳.وَيلٌ لِلَّذينَ يَجْتَنِبُونَ ۱ الدُّنيا بِالدِّينِ ، يَلبَسونَ لِلنَّاسِ جُلودَ الضَّأنِ مِن لينٍ ، ألسِنَتُهم أحلى مِنَ العَسَل ، وقُلوبُهُم قُلوبُ الذِّئابِ ، يَقولُ اللّهُ تعالى: أَفَبِي يَغتَرُّونَ أم عَلَيَّ يَجتَرِؤُونَ فَوَعزَّتي لأبعثَنَّ عَلى اُولئك فِتنةً تَذَرُ الحَليمَ مِنهُم حيرانَ. ۲
۹۴.وكَتَبَ صلى الله عليه و آله إلى بَعضِ أصحابِهِ يُعَزّيهِ : أمّا بَعدُ ، فَعَظَّمَ اللّهُ جَلَّ اسمُهُ لكَ الأجرَ ، وألهَمَكَ الصَّبرَ، ورَزَقَنا وإيّاكَ الشُّكرَ ، إنّ أنفُسَنا وأموالَنا وأهلينا مِن مواهِبِ اللّهِ الهَنيئةِ ، وعَواريهِ المسترَدّةِ ، نَتَمَتَّعُ بِها إلى أجَلٍ مَعدودٍ ، ويَقبِضُها لِوَقتٍ مَعلومٍ ، وقَد جعلَ اللّهُ تعالى عَلَينا الشُّكرَ إذا أعطى ، والصَّبرَ إذا ابتَلى. وقَد كان ابنُكَ مِن مواهِبِ اللّهِ تَعالى مَتَّعَكَ بِهِ في غِبطةٍ وسُرورٍ ، وقَبَضَهُ مِنكَ بِأجرٍ مَذخورٍ إن صبَرتَ واحتسبتَ ؛ فلا تَجمَعَنَّ عَلَيكَ أن يُحبِطَ جَزَعُكَ أجرَكَ ، وأن تندَمَ غَداً عَلى ثَوابِ مُصيبَتِكَ ؛ فإنَّكَ لو قَدِمتَ عَلى ثَوابِها عَلِمتَ أنَّ المُصيبةَ قَد قَصُرَت عَنها ، واعلم أنّ الجَزَع لايَرُدُّ فائتاً ، ولا يَدفَعُ حُزنٌ قَضاءَ اللّهِ ، فَليُذهِب أسَفَكَ ما هو نازلٌ بِكَ ، فَكأن قَد ۳ . والسَّلامُ. ۴
۹۵.الشَّهوةُ داءٌ ، وعِصيانُها دَواءٌ. ۵
۹۶.الحَياءُ نِظامُ الإيمانِ. ۶
۹۷.ما مِن ذَنبٍ إلّا ولَهُ عِندَ اللّهِ توبةٌ ، إلّا ما كانَ مِن سَيِّئ الخُلُقِ ؛ فَإنّه لا يَتوبُ مِن ذَنبٍ إلّا وَقَعَ فيما هُوَ شَرٌّ مِنهُ. ۷
1.. الظاهر بقرينة السياق و الروايات الاُخرى أنِّ «يجتنبون» تصحيف «يجتلبون».
2.. الكافي : ج ۲ ص ۲۹۹ وفيه «يختلون» بدل «يجتنبون»، جامع الأحاديث للقمّي : ص ۱۲۹ وفيه «يجتلبون» بدل «يجتنبون» وليس فيهما من «يلبسون» إلى «الذئاب»، ثواب الأعمال : ص ۳۰۴، قرب الإسناد : ص ۲۸ ح ۹۳ كلاهما عن الإمام الباقر عليه السلام نحوه.
3.. قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار : ج ۸۲ ، ص ۹۶ : هذا من قبيل الاكتفاء ببعض الكلام ، أي فكان قدمت أو وصل إليك ثواب صبرك ، وقال العلامة الأحمدي في مكاتيب الرسول : ج ۳ ، ص ۵۴۴ : «فكان قد» يحتمل أن يكون «قد» اسما بمعنى حسب، مبنيّة على السكون أو معربة فحذف مضافةً، والتقدير قدك أي حسبك هذا النازل ، يقال: قد زيدٌ درهمٌ كقولهم : قدنى درهمٌ ، ويحتمل أن يكون اسم فعل بمعنى يكفى ، أي: فكان يكفي النازل شاغلاً ، ويحتمل أن تكون حرفية و تختصّ بالفعل المتصرّف وقد يحذف الفعل بعده كقول الشاعر : لما تزل برحالنا وكأن قد؛ أي: وكان قد زالت، والتقدير حينئذٍ: فكأن قد كفاك.
4.. المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۳۰۶ ح ۵۱۹۳ ؛ تحف العقول : ص ۵۹ كلاهما نحوه.
5.. أعلام الدين : ص ۲۹۶.
6.. المجازات النبويّة : ص ۱۰۵ ح ۷۳.
7.. تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۹۹ وفيه «لا يخرج من شيء» بدل «لا يتوب من ذنب»، قرب الإسناد : ص ۴۵ ح ۱۴۷ نحوه.