۱۵۳.مَن حاسَبَ نفسَهُ رَبِحَ ، ومَن غَفَلَ عَنها خَسِرَ ، ومَن خافَ أمِنَ ، ومَن اعتبرَ أبصَرَ ، ومَن أبصَرَ فَهِمَ ، ومَن فَهِمَ عَلِمَ ، وصَديقُ الجاهِلِ في تَعَبٍ. ۱
قال الرضيّ رضى الله عنه : لَو لَم يَكُن في هذه الفِقَرِ المذكورةِ إلّا الكَلِمةَ الأخيرةَ ، لَكَفى بِها لُمعةً ثاقِبةً وحِكمةً بالِغةً ، ولاعَجَبَ أن تفيض الحكمةُ مِن يَنبوعِها وتُزهِرَ البلاغةُ في رَبيعها.
۱۵۴.جَمَعَ الحَجّاجُ بنُ يوسُفَ أهلَ العِلمِ وسَأَلَهُم عَنِ القَضاءِ والقَدَرِ ، فَقالَ أحَدُهم: سمعتُ أميرَ المؤمنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ :
يابنَ آدمَ، مَن وسَّعَ لَكَ الطَّريقَ ، لَم يأخُذ عَلَيك المَضيقَ.
وقال آخر: سَمِعتُه عليه السلام يَقولُ : إذا كانَت الخَطيئةُ عَلَى الخاطئ حَتماً ، كانَ صلى الله عليه و آله القِصاصُ في القضيّة ظُلماً.
وقال آخر: سمعته عليه السلام يقول: ماكانَ مِن خَيرٍ فَبِأمرِ اللّهِ وبِعِلمِهِ ، وما كانَ مِن شرٍّ فَبِعلمِ اللّهِ لا بِأمرِهِ.
فقالَ الحَجّاجُ : أكُلُّ هذا مِن قَولِ أبي تُرابٍ؟ لَقَد اغتَرَفوها مِن عَينٍ صافِيَةٍ ۲ !
۱۵۵.يابنَ آدَمَ، لا تحمِل هَمَّ يَومِكَ الذي لَم يأتِكَ عَلى يَومِكَ الذي أنتَ فيهِ ، فإن يَكُن بَقِيَ مِن أجلِكَ يأتِ اللّهُ فيهِ بِرِزقِكَ. ۳
۱۵۶.قالَ صلى الله عليه و آله لوُلدِه : إنّ اللّهَ عزّوجلّ جَعَلَ مَحاسِنَ الأخلاقِ وُصلةً بَينَهُ وبَينَ عِبادِهِ ،
فَبِحَسْبِ ۴ أحدِكُم أن يتمسَّكَ بِخُلُقٍ متَّصِلٍ بِاللّهِ تعالى. ۵
1.. خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۱۱۸، نهج البلاغة : الحكمة ۲۰۸ وليس فيه ذيله، تحف العقول : ص ۴۸۹ عن الإمام العسكري عليه السلام وفيه ذيله.
2.. كنزالفوائد : ج ۱ ص ۱۷۰ وراجع : التوحيد : ص ۳۸۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۵ ، ص ۱۰۸.
3.. خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۱۱۵، نهج البلاغة : الحكمة ۲۶۷ نحوه ؛ مروج الذهب : ج ۴ ص ۲۶۴ نحوه وراجع الإرشاد : ج ۱ ص ۲۳۴.
4.. وفي «أ» : فيجب.
5.. نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۰۴ نحوه.