۱۶۹.مِمّا كَتَبَهُ عَلَيهِ السَّلامُ ـ جَوابًا لِاسحاقَ بنِ يَعقوبَ ـ إلَى العَمريِّ رحمه الله : أمّا ظُهورُ الفَرَجِ فَإِنَّهُ إلَى اللّهِ ، وَكَذِبَ الوَقّاتونَ . وَأمَّا الحَوادِثُ الواقِعَةُ ؛ فَارجِعوا فيها إلى رُواةِ حَديثِنا ؛ فَإِنَّهُم حُجَّتي عَلَيكُم ، وَأنَا حُجَّةُ اللّهِ .
وأمَّا المُتَلَبِّسونَ بِأَموالِنا ؛ فَمَنِ استَحَلَّ مِنها شَيئًا فَأَكَلَ ، فَإِنَّما يَأكُلُ النّيرانَ .
وَأمّا الخُمسُ ؛ فَقَد اُبيحَ لِشيعَتِنا ، وَجُعِلوا مِنهُ في حِلٍّ إلى وَقتِ ظُهورِ أمرِنا ؛ لِتَطيبَ وِلادَتُهُم ، ولا تَخبُثُ .
وأمّا عِلَّةُ ما وَقَعَ مِنَ الغَيبَةِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ قالَ : «يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَسأَلوا عَن أشياءَ إن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم»۱ . إنَّهُ لَم يَكُن أحَدٌ مِن آبائي إلّا وقَد وَقَعَت في عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِطاغِيَةِ زَمانِهِ ، وإنّي أخرُجُ ـ حينَ أخرُجُ ـ ولا بَيعَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الطَّواغيتِ في عُنُقي .
وأمّا وَجهُ الاِنتِفاعِ بي في غَيبَتي ؛ فَكَالاِنتِفاعِ بِالشَّمسِ إذا غَيَّبَها عَنِ الأَبصارِ السَّحابُ ، وَإنّي أمانٌ لأَهلِ الأرضِ كَما أنَّ النُّجومَ أمانٌ لأَهلِ السَّماءِ . ۲
قال المؤلّف مخاطبًا لمن ألّفها لأجله : فهذه درّة من بحر الحكمة جمعتها لك وأتحفتها إلى عالي مجلسك ، المنظور أن تكون عندك مشكور .