117
التّصحيف في متن الحديث

الخاصَّةُ المُنكَرَ جِهاراً فَلَم تُغَيِّر ذَلِكَ العامَّةُ، استَوجَبَ الفَريقَينِ العُقوبَةَ بِهِ مِنَ اللّه‏ِ ۱ . ۲

فسبب التصحيف هو أنّ الجزء الثاني من كلمة «العقوبة» يشبه الحرف «به»، فقرئ مرّتين؛ مرّة مع «العقوبة» ومرّة مستقلّاً.
وخلاصة البحث في هذا السبب هو أنّه إذا اشتمل الحديث على كلمة ذات جزأين أحدهما صالح لأن يكون كلمة مستقلّة، فإنّه قد يقع الخطأ والتصحيف بسبب قراءته مرّتين؛ مع الكلمة تارة، ولوحده أُخرى. والصبغة الغالبة على هذه الكلمات (التي تُقرأ مستقلّاً تارة ومع الكلمة أُخرى) هو أنها تتكون من حرفين أو ثلاث.
وقد لاحظنا في النماذج السابقة اشتمال الأحاديث على كلمات تنتهي بالحروف التالية: «من»، «له»، «لكم»، «كل»، «آية»، «عن»، «في»، «به»، ممّا صار منشأً للتصحيف. ولهذا فإنّ الكلمات المشتملة على الحروف المذكورة وأشباهها تكون مظنّة للتصحيف.

و ـ قراءة الحرف الأوّل أو الأخير مرّتين

بمراجعة النماذج المختلفة للتصحيف والتي تمّ العثور عليها خلال سنوات عديدة، اتّضح أنّ أحد مناشئ التصحيف هو أنّ الحرف الأخير من الكلمة قد يُقرأ مع الحرف اللّاحق له ليكونا كلمة مستقلّة؛ كما لو كان الحرف الأخير من الكلمة الفاً وبعدها واو عاطفة، فتقرأ الألف حينئذٍ مع الكلمة تارة ومع الواو أُخرى.

1.قرب الإسناد: ص ۲۶.

2.ومن نماذجه الأُخرى: «عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن آبائِهِ عليهم ‏السلام ، عَن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، عن جَبرَئيلَ عليه ‏السلام قالَ: قالَ اللّه‏ُ جَلَّ جَلالُهُ: مَن أَذنَبَ ذَنباً صَغيراً أَو كَبيراً وَهوَ لا يَعلَمُ أَنَّ لي أَن أُعَذِّبَهُ بِهِ أَو أَعفوَ عَنهُ، لا غَفَرتُ لَهُ ذَلِكَ الذَّنبَ أَبَداً...» التوحيد: ص ۴۱۰ ح ۱۰. وروي أيضاً كالتالي: «وَهوَ لا يَعلَمُ أَنَّ لي أَن أُعَذِّبَهُ أَو أَعفوَ عَنهُ، لا غَفَرتُ لَهُ ذَلِكَ الذَّنبَ أَبَداً...» وسائل الشيعة: ج ۱۶ ص ۶۰ ح ۲۰۹۷۹، الأمالي للصدوق: ص ۲۸۷ ح ۲، بحار الأنوار: ج۷۰ ص ۳۴۸ ح ۳۶.


التّصحيف في متن الحديث
116

۱۳۲.۲) وفي قصص الأنبياء: وَعَن ابنِ حامِدٍ، حَدَّثَنا أَبو عَليِّ حامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ، حَدَّثَنا عَليُّ بنُ عَبدِ العَزيزِ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ سَعيدٍ الأَصفَهانيُّ، حَدَّثَنا شَريكٍ، عَن سِماكٍ، عَن أَبي ظَبيانَ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رَضيَ اللّه‏ُ عَنهُ، قالَ: جاءَ أَعرابيٌّ إِلى النَّبيِّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وَقالَ: بِمَ أَعرِفُ أَنَّكَ رَسولُ اللّه‏ِ؟ قالَ: أَرَأَيتَ إِن دَعَوتُ هَذا العَذقَ مِن هَذِهِ النَّخلَةِ فَأَتاني، أَتَشهَدُ أَنّي رَسولُ اللّه‏ِ؟ قالَ: نَعَم، قالَ: فَدَعا العَذقَ يَنزِلُ مِنَ النَّخلَةِ حَتّى سَقَطَ عَلى الأَرضِ، فَجَعَلَ يَبقُرُ حَتّى أَتى النَّبيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، ثُمَّ قالَ: ارجِع، فَرَجَعَ حَتّى عادَ إِلى مَكانِهِ، فَقالَ: أَشهَدُ أَنَّكَ لَرَسولُ اللّه‏ِ، وَآمَنَ.
فَخَرَجَ العامِريُّ يَقولُ: يا آلَ عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ! وَاللّه‏ِ لا أُكَذِّبُهُ بِشَيءٍ أَبَداً . ۱

فسبب التصحيف هو أنّ الجزء الثاني من كلمة «أكذبه» صالح لقراءته مستقلّاً ، فقُرئ مرّتين؛ مرّة مع «أكذبه» ومرّة مستقلّاً.

النموذج التاسع:

۱۳۳.۱) في بحار الأنوار نقلاً عن قرب الإسناد: بِهَذا الإِسنادِ قالَ: قالَ عَليُّ عليه ‏السلام : أَيَّها النّاسُ، إِنَّ اللّه‏َ لا يُعَذِّبُ العامَّةَ بَذَنبِ الخاصَّةِ إِذا عَمِلَت الخاصَّةُ بِالمُنكَرِ سِرّاً مِن غَيرِ أَن تَعلَمَ العامَّةُ، فَإِذا عَمِلَتِ الخاصَّةُ المُنكَرَ جِهاراً فَلَم يُغَيِّر ذَلِكَ العامَّةُ، استَوجَبَ الفَريقانِ العُقوبَةَ مِنَ اللّه‏ِ . ۲

۱۳۴.۲) وفي قرب الإسناد: وَعَنهُ، عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةٍ، عَن جَعفَرٍ، عَن أَبيهِ قالَ: قالَ عَليُّ عليه ‏السلام أَيَّها النّاسُ، إِنَّ اللّه‏َ لا يُعَذِّبُ العامَّةَ بَذَنبِ الخاصَّةِ إِذا عَمِلَتِ الخاصَّةُ بِالمُنكَرِ سِرّاً مِن غَيرِ أَن يَعلَمَ العامَّةُ، فَإِذا عَمِلَتِ

1.قصص الأنبياء للراوندي: ص ۲۹۷ ح ۳۷۰.

2.بحار الأنوار: ج ۹۷ ص ۷۵ ح ۱۶.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 253049
صفحه از 277
پرینت  ارسال به