أَبانِ بنِ عُثمانَ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ أَبي عَبدِ اللّهِ، عَن أَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ: مَن شَرِبَ مُسكِراً انحَبَسَت صَلاتُهُ أَربَعينَ يَوماً، وَإِن ماتَ في الأَربَعينَ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً، فَإِن تابَ تابَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيهِ . 1
والظاهر صحّة نسخة الكافي؛ إذ الوارد في الأحاديث الأُخرى أنّ شارب المسكر لا تُقبل صلاته أربعين يوماً ۲ ، وهو موافق لنسخة «انحبست»، لا نسخة «بخست» كما لا يخفى.
زبدة المخاض في هذا السبب: إذا اشتمل الحديث على كلمة في آخرها حرف (وغالباً هو الألف) بحيث إذا اجتمع مع حرف لاحق له صارا كلمة مستقلّة، فهذه الكلمات مظنّة للتصحيف. وهذا ما قد يعكس أثره في بعض المجالات ـ كالفقه ـ أكثر؛ حيث يتأثّر الحكم الشرعي بحرف واحد أيضاً كما في العطف بالواو أو ب «أو».
علماً أنّني لم أستقصِ مظانّ الاشتباه ولم أحصرها بالحروف المذكورة، بل ذكرت ضابطة لما يمكن وقوع التصحيف فيه بهذا السبب، فما كان داخلاً فيها فهو مظنّة التصحيف، وينبغي الدقّة فيه ومقارنته بالنصوص الأُخرى.
3. ما يرجع إلى النطق
أ ـ التشابه الصوتي بين الكلمات
اللغة العربية لغة واسعة جدّاً، وفي نفس الوقت حروفها ليست بالكثيرة ، فهي لا تتمتّع إلّا بثمان وعشرين حرفاً، وهي قليلة بالنسبة لسعتها ودقّتها في بيان المعاني ، لكنّها تسدّ الفراغ الموجود من ناحية الحروف باعتمادها في بيان المعاني على مبدأ الاشتقاق؛ فتجعل المعنى الأصلي للجذر، وتبيّن الخصوصيات من خلال بُنية الكلمة. وبعبارة أُخرى: هي تستعين في بيان المعاني بأمرين: مادّة الكلمة وهي