كما أنّ «الصغيراء» نادرة الاستعمال في الحديث الشيعي فضلاً عن المحاورات العرفية، وهذا ما يهيّئ الأرضية الخصبة للوقوع في التصحيف.
نعم ، يحتمل أن يكون سبب التصحيف فيها هو تشابه الكلمات المذكورة، إلّا أنّ هذا الاحتمال ضعيف؛ لأنّ الذي يتبادر للذهن من شكل الكلمة عند رؤيتها هو الكلمة الكثيرة الاستعمال. وسنذكر في الفصل الأخير من هذا الكتاب النسخة الصحيحة في هذا المثال.
النموذج الثالث:
۱۷۸.۱) الحُسَينُ بنُ سَعيدٍ الأهوازيُّ في كِتابِ المؤمن، عَن سَعدِ بنِ طَريفٍ قالَ: كُنتُ عِندَ أَبي جَعفَرٍ عليه السلام ، فَجاءَ جَميلٌ الأزرَقُ فَدَخَلَ عَلَيهِ، قالَ: فَذَكَروا بَلايا الشِّيعَةِ وَما يُصيبُهُم، فَقالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : إِنَّ أُناساً أَتَوا عَليَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام وَعَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ فَذَكَروا لَهُما نَحواً مِمّا ذَكَرتُم، قالَ: فَأَتَيا الحُسَينَ بنَ عَليٍّ عليه السلام فَذَكَرا لَهُ ذَلِكَ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَاللّهِ البَلاءُ وَالفَقرُ وَالقَتلُ أَسرَعُ إِلى مَن أَحَبَّنا مِن رَكضِ البَراذينِ، وَمِنَ السَّيلِ إِلى صِمرِهِ. قُلتُ: وَما الصِّمرُ؟ قالَ: مُنتَهاهُ، وَلَولا أَن تَكونوا كَذَلِكَ لَرَأَينا أَنَّكُم لَستُم مِنّا. ۱
۱۷۹.۲) وفي بحار الأنوار: قال الحسن عليه السلام : وَاللّهِ لَلبَلاءُ وَالفَقرُ وَالقَتلُ أَسرَعُ إِلى مَن أَحَبَّنا مِن رَكضِ البَراذينِ، وَمِنَ السَّيلِ إِلى ضَميرِهِ، وَهوَ مُنتهاهُ . ۲
وقد وقع فيه تصحيفان؛ حيث صحّف «الحسين» ب «الحسن»، و«صمره» ب «ضميره»، وقد ورد الحديث في المصدر المنقول عنه وهو «أعلام الدين» بشكل صحيح، وإنّما وقع التصحيف في بحار الأنوار. وسبب التصحيف في كلمة «ضميره»