143
التّصحيف في متن الحديث

وما قد يستتبعه من أخطاء وتصحيفات نتيجة لعدم الدقّة في استخدام هذا البرمجيات.
ولتوضيح ذلك لابدّ من إيضاح كيفية عمل الحاسوب في إخراج الكتاب ؛ ليتّضح سبب الخطأ والتصحيف ، فنقول:
عندما يتمّ نضد حروف الكتاب يقوم الحاسوب بتنظيم الأسطر بشكل تلقائي، وذلك حسب حجم الكتابة من جانب، وحجم الصفحة المطلوبة من جانب آخر، ففي كلّ سطر يتمّ إدراج عدد من الكلمات يتناسب حجم كتابتها مع المعيارين المذكورين، ويتمّ نقل بقية النصّ إلى السطر اللّاحق وهكذا.
وعلى هذا الأساس إذا ما أُضيف حرف لكلمة معيّنة فإنّ الحاسوب قد يدرج إحدى كلمات هذا السطر في سطر لاحق، وكذا العكس؛ بمعنى أنّه قد يدرج كلمة من السطر اللّاحق في السطر السابق نتيجة لحذف حرف أو فارزة أو نظير ذلك. وهذا ما يترك أثره أحياناً على إخراج الكتاب، حيث يزداد عدد أسطر الصفحة الواحدة عن المقدار المطلوب ، فينتقل أحدها تلقائياً إلى الصفحة اللّاحقة، وكذا العكس . ومن نماذجه ما يلي:

النموذج:

۱۸۲.في كتاب الخير والبركة في الكتاب والسنّة: الإمام الكاظم عليه ‏السلام : كانَ في بَني إِسرائيلَ رَجُلٌ صالِحٌ، وَكانَت لَهُ امرَأَةٌ صالِحَةٌ، فَرَأى في النَّومِ أَنَّ اللّه‏َ تَعالى قَد وَقَّتَ لَكَ مِنَ العُمُرِ كَذا وَكَذا سَنَةً، وَجَعَلَ نِصفَ عُمُرِكَ في سَعَةٍ، وَجَعَلَ النِّصفَ الآخَرَ في ضيقٍ، فاختَر لِنَفسِكَ إِمّا النِّصفَ الأَوَّلَ وَإِمّا النِّصفَ الآخَرَ، فَقالَ الرَّجُلُ: إِنَّ لي زوجَةً صالِحَةً، وَهيَ شَريكَتي في المَعاشِ، فَأُشاوِرُها في ذَلِكَ فَتَعودُ إِلَيَّ فَأُخبِرُكَ.
فَلَمّا أَصبَحَ الرَّجُلُ قالَ لِزَوجَتِهِ: رَأَيتُ في النَّومِ كَذا وَكَذا، فَقالَت: يا فُلانُ، اختَرِ النِّصفَ الأَوَّلَ وَتَعَجَّلِ العافيَةَ؛ لَعَلَّ اللّه‏َ سَيَرحَمُنا وَيُتِمُّ لَنا النِّعمَةَ.


التّصحيف في متن الحديث
142

لَتُبَلبَلُنَّ بَلبَلَةً، وَلَتُغَربَلُنَّ غَربَلَةً، حَتّى يَعودَ أَسفَلُكُم أَعلاكُم، وَأَعلاكُم أَسفَلَكُم، وَلَيَسبِقَنَّ سَبّاقونَ كانوا قَصَّروا، وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبّاقونَ كانوا سَبَقوا، وَاللّه‏ِ ما كَتَمتُ وَسمَةً، وَلا كَذَبتُ كَذِبَةً، وَلَقَد نُبِّئتُ بِهَذا المَقامِ وَهَذا اليَومِ . ۱

حيث إنّ العبارة التالية من الحديث: «عليه السلام بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب خطبة ذكرها يقول فيها: وعلي بن رئاب عن أبي عبد اللّه‏ عليه ‏السلام أنّه قال لما بويع أمير المؤمنين» وردت في سطرين كاملين من النسخة المطبوعة ۲ ، وفيهما تصحيف ظاهر، وصحيحهما كالتالي: «وعلي بن رئاب عن أبي عبد اللّه‏ عليه ‏السلام أنّه قال: لما بويع أمير المؤمنين عليه ‏السلام بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب خطبة ذكرها يقول فيها»، كما هو الموجود في كتاب الكافي.
وسبب الوقوع في هذا التصحيف هو استخدام الحاسوب الآلي في نضد حروف الكتاب وتصحيحها، حيث إنّ ناضد الحروف قام بخزن أحد السطرين المذكورين وإدراجه في غير محله (إما قبل محله بسطر أو بعد محله بسطر)، وهذا واضح لمن يلاحظ الموضع المشار إليه من كتاب بحار الأنوار ۳ ، وإذا ما أبدلنا السطر الثاني من الرواية بالسطر الثالث منها ارتفع التصحيف.

ب ـ الإخراج الفنّي

ذكرنا في الفرع السابق دور الحاسوب الآلي في مجال نضد الحروف وتصحيح النصّ وما إلى ذلك، بقي علينا أن نشير إلى إخراج الكتاب بأجهزة الحاسوب الآلي

1.الكافي: ج ۱ ص ۳۶۹ ح ۱، الغيبة للنعماني: ص ۲۰۱.

2.وهما السطران ۱۱ و۱۲ من الصفحة في النسخة المطبوعة .

3.وردت الرواية في بحار الأنوار بالهيئة التالية: «۲۹ ني: الكُلَينيّ عَن عَليِّ، عَن أَبيهِ، عَن ابنِ مَحبوبٍ، عَن يَعقوبَ السَّرّاجِ عليه السلام بَعدَ مَقتَلِ عُثمانَ صَعَدَ المِنبَرَ وَخطَبَ خُطبَةً ذَكَرَها، يَقولُ فيها: وَعَليُّ بنُ رِئابٍ عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام أَنَّهُ قالَ لَمّا بويِعَ أَميرُ المؤمِنينَ أَلا إِنَّ بَليَّتَكُم قَد عادَت كَهَيئَتِها يَومَ بَعَثَ اللّه‏ُ نَبيَّكُم...».

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 253011
صفحه از 277
پرینت  ارسال به