لِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ حَدّاً، وَجَعَلَ عَلَيهِ دَليلاً يَدُلُّ عَلَيهِ، وَجَعَلَ عَلى مَن تَعَدّى الحَدَّ حَدّاً. ۱
وورد فيها أيضاً :
۲.عَن مُحَمَّدِ بنِ يَحيى، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عيسى، عَن عَليِّ بنِ حَديدٍ، عَن مُرازِمٍ، عَن أَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ: إِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنزَلَ في القُرآنِ تِبيانَ كُلِّ شَيءٍ، حَتّى ـ وَاللّهِ ـ ما تَرَكَ اللّهُ شَيئاً يَحتاجُ إِلَيهِ العِبادُ ؛ حَتّى لا يَستَطيعَ عَبدٌ يَقولُ: لَو كانَ هذا أُنزِلَ في القُرآنِ ، إِلّا وَقَد أَنزَلَهُ اللّهُ فيهِ . ۲
فنجده قد ضمّ العبادات والمعاملات معاً، كما أوضح آداب الحياة على مستوييها الفردي والاجتماعي؛ فعلّمنا آداب المعاش وطلب الرزق، وآداب الطعام والشراب والنظافة والمنام والكلام وغيرها ۳ ، مراعياً في ذلك كلّه خصوصيات الأفراد، فذكر للكبير آداباً تختلف عن الصغير، وللمرأة آداباً تختلف عن الرجل، وللشيخ آداباً تختلف عن الشاب، وهكذا.
كما وضع لنا آداباً للمعاشرة والحياة الاجتماعية في أوساط المجتمع، والسيرة مع الأهل والولد، والصديق والعدوّ، والمسلم والكافر، والموافق في المذهب والمخالف له، وسيرة الأمير مع الرعيّة، وبالعكس، وبيّن لكلّ طائفة واجباتها وحقوقها. ومع ذلك فقد قنّن أحكاماً جزائية تحول دون تعدّي الأفراد على حقوق الآخرين، فشرّع الحدود والتعزيرات.
فالإسلام له سعة وشمولية بحيث تمتدّ جذوره إلى شتّى مجالات الحياة الفرديّة