زَرَعَ، وَلا يَسبِقُ بَطيء بِحَظِّهِ، وَلا يُدرِكُ حَريصٌ ما لَم يُقَدَّر لَهُ، مَن أُعطيَ خَيراً فاللّهُ أَعطاهُ، وَمَن وُقيَ شَرّاً فاللّهُ وَقاهُ . ۱
إلّا أنّ الاعتماد على متن إرشاد القلوب وترجيحه على متن كتاب الكافي مشكل، كما أنّ الاعتماد على رواية تحف العقول مع كونها عن إمام آخر مشكل أيضاً.
لكنّ الموجود في هامش الطبعة المحقّقة في دار الحديث لكتاب الكافي: ما يلي: «في: ه ، بر، والوافي: منقوصة»، وهي دالّة على أنّ الوارد في بعض نسخ الكافي هو «منقوصة» أيضاً. وعلى أيّ حال ، فترجيح نسخة على أُخرى بحاجة إلى قرائن أكثر، وستأتي للبحث تتمّة في الفصل الأخير من الكتاب إن شاء اللّه تعالى. ۲
النموذج الثاني:
۲۰۴.۱) في كشف الخفاء: تَزَوَّجوا في الحِجرِ الصّالِحِ، فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ . ۳
فإنّ التعبير ب «الحجر الصالح» غير مستعمل في الحديث الشريف، ولهذا يُثار الشكّ في صحّة متنه ، وبمراجعته في المصادر الأُخرى نجده كالتالي:
۲۰۵.۲) في مكارم الأخلاق وغيره: تَزَوَّجوا في الحُجزِ الصّالِحِ، فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ . ۴
والمراد بالحُجز الصالح هو ما أوضحه الزمخشري في فائقه قائلاً:
في الحديث: «تَزَوَّجوا في الحُجزِ الصّالِحِ، فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ» هو الأصل والمنبت. وقيل: هو فصل ما بين فخذ الرجل والفخذ الأُخرى من عشيرته، سُمّيَ بذلك لأنّه يحتجز بهم؛ أَي يمتنع، وإن روي بالكسر بمعنى الحِجزة، كناية عن العفّة وطيب الإزار . ۵
1.تحف العقول: ص ۴۸۹، بحار الأنوار: ج ۷۵ ص ۳۷۳ نقلاً عن تحف العقول.
2.تحت عنوان «روايات أهل السنّة» .
3.كشف الخفاء: ج ۲ ص ۵۹.
4.مكارم الأخلاق: ص ۱۹۷، الجامع الصغير: ج ۱ ص ۵۰۵ ح ۳۲۸۳، كنز العمّال: ج ۱۶ ص ۲۹۶ ح ۴۴۵۵۹ .
5.الفائق في غريب الحديث: ج ۱ ص ۲۲۹ «حجز»، وانظر: النهاية في غريب الحديث: ج ۱ ص ۳۴۵ «حجز»، لسان العرب: ج ۵ ص ۳۳۲ «حجز».