منظور في هذا المجال قائلاً:
المُحاوَرَة: المجاوبة، والتَّحاوُرُ: التجاوب. وتقول: كلّمته فما أحار إليَّ جواباً، وما رجع إليَّ حَويراً ولا حَويرَةً ولا مَحورَةً ولا حِواراً؛ أي ما ردّ جواباً. واستحاره؛ أي استنطقه. وهم يَتَحاوَرون؛ أي يتراجعونالكلام. والمُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره . ۱
ومن الواضح أنّ المحاورة والتجاوب في الكلام من ضروريات الزيارة والتواصل، والواقع الخارجي يشهد بأنّ التحاور لا يحدث القطيعة، مع أنّ الحديث أمر بالزيارة ونهى عن المحاورة ، مع أنّ الزيارة من دون كلام وتحاور فاقدة للفائدة والمحتوى.
وإذا ما راجعنا النصّ في المصادر الأُخرى وجدناه كالتالي:
۲۲۶.۳) في مستدرك الوسائل نقلاً عن الجعفريات: أَخبَرَنا عَبدُ اللّهِ، أَخبَرَنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَني موسى قالَ: حَدَّثَنا أَبي عَن أَبيهِ، عَن جَدِّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن أَبيهِ، عَن جَدِّهِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ، عَن أَبيهِ، عَن عَليٍّ عليهم السلام قالَ: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أَهلَ القَرابَةِ، تَزاوَروا وَلا تَجاوَروا، وَتَهادَوا؛ فَإِنَّ الهَديَّةَ تَسُلُّ السَّخيمَةَ، وَالزّيارَةَ تُثبِتُ المَوَدَّةَ . ۲
۲۲۷.۴) وفي مستدرك الوسائل أَيضاً: وَعَنهُ عليه السلام أَنَّهُ قالَ: يا أَهلَ القَرابَةِ، تَزاوَروا وَلا تَتَجاوَروا، وَتَهادَوا؛ فَإِنَّ الزّيارَةَ تَزيدُ في المَوَدَّةِ، وَالتَّجاوُرَ يُحدِثُ القَطيعَةَ، وَالهَديَّةَ تَسُلُّ الشَّحناءَ . ۳
و هو متن منسجم مع الواقع الخارجي؛ فالمجاورة سبب لكثرة الاحتكاك بين الأفراد من جانب، كما أنّها سبب لظهور بعض العيوب الكامنة من جانب آخر، وكلاهما داع للقطيعة كما لا يخفى.