173
التّصحيف في متن الحديث

فلان يُماحِلُ عن الإِسلام: أي يُماكِر ويُدافِع. وتمَحَّلَ: أي احتال، فَهوَ مُتَمَحِّلٌ. يقال: تَمَحَّل لي خيراً: أي اطلُبه . ۱
وهذا المعنى منسجم تمام الانسجام مع الوارد في الحديث.

ط ـ الأخطاء النحوية

النبي وأهل بيته صلوات اللّه‏ عليهم أجمعين كانوا من قريش، وقريش من أفضل قبائل العرب، وكانوا من بني هاشم، وهم خير بيوت قريش وسادتها، فكان النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله من أفضل من نطق بالضاد، وهكذا أهل بيته عليهم ‏السلام .
ومن الملامح الواضحة على كلام العرب آنذاك هي الفصاحة والبلاغة، حتى أنّ القرآن الكريم أخذ يتحدّى العرب في آيات عديدة قائلاً:
« وَ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَ ادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ » ، ۲« أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَ ادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ » ، ۳« أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَ ادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ » . ۴
ممّا يشير إلى مكانة الفصاحة والبلاغة عند العرب آنذاك. ولهذا فمن الطبيعي أن يتّسم كلام النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بهذه الصفة وكذلك أهل بيته عليهم ‏السلام . فلا يكون ملحوناً ، ولا هزيلاً، فإذا ورد حديث عن النبي أو الأئمّة من أهل بيته عليهم ‏السلام وكان ملحوناً ، فلا يعقل أن يكون هذا اللحن قد صدر عنهم، وإنّما سببه نقل الرواة وتصحيفهم له، ومن نماذج ذلك:

1.لسان العرب: ج ۱۱ ص ۶۱۶، «محل».

2.البقرة: ۲۳.

3.يونس: ۳۸.

4.هود: ۱۳.


التّصحيف في متن الحديث
172

الطبعة المعروفة إلّا أنّه ذكر في هامش قوله: «ناعقة» ما يلي: «في حاشية ن، بح، بف، جت، والمرآة والبحار: ثاغية. وفي الوافي: ناعية». ثمّ ذكر في بيان معنى العبارة ما يلي:
يقال: نعق بغنمه، كمنع وضرب، نعقاً ونعيقاً ونُعاقاً ونَعَقاناً: صاح بها وزجرها، والغرابُ: صاح، والمعنى: لم تبق جماعة منهم يتأتّى منهم النعيق . ۱
وهذا المعنى والتأويل غير منسجم مع السياق واللغة كما هو ظاهر، وسببه هو التصحيف في النسخة المختارة، مع أنّ معنى النسخة الأُخرى والتي وردت في العديد من نسخ الكافي كما أشار إليه في الهامش واضح.

النموذج الثالث:

۲۳۲.۱) في مستدرك الوسائل نقلاً عن كِتابِ المؤمن: عَن أَميرِ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام قالَ: قَد فَرَضَ اللّه‏ُ التَّحَمُّلَ عَلى الأَبرارِ في كِتابِ اللّه‏ِ. قيلَ: وَما التَّحَمُّلُ؟ قالَ: إِذا كانَ وَجهُكَ آثَرَ مِن وَجهِهِ التَمَستَ لَهُ . ۲

فلا نعرف للتحمل هذا المعنى المذكور في الرواية، وإذا ما راجعنا الرواية في الكتب الحديثية الأُخرى وفي المصدر الذي نقل عنه المحدث النوري وجدناها كالتالي:

۲۳۳.۲) في كتاب المؤمن: عَن أَميرِ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام قالَ: قَد فَرَضَ اللّه‏ُ التَّمَحُّلَ عَلى الأَبرارِ في كِتابِ اللّه‏ِ، قيلَ: وَما التَّمَحُّلُ؟ قالَ: إِذا كانَ وَجهُكَ آثَرَ عَن وَجهِهِ التَمَستَ لَهُ . ۳

والتمحّل في اللغة هو الاحتيال في طلب الشيء، قال ابن منظور في بيان معنى هذه الكلمة:

1.الكافي (تحقيق دار الحديث): ج۱۵ ص ۴۴۵، هامش الحديث ۱۵۰۲۹.

2.مستدرك الوسائل: ج ۷ ص ۲۱۲ ح ۸۰۶۵.

3.المؤمن: ص ۴۴ ح ۱۰۴.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 252158
صفحه از 277
پرینت  ارسال به