فإنّ قوله : «فلم يزل يبعث به واحدا إلى آخر» غير مستقيم من الناحية النحوية ؛ فإنّ «واحد» فاعل وقد جاء منصوبا . وبمراجعة النصّ في المصادر الحديثية نجده كالتالي.
۲۳۷.۲) في تفسير القرطبي: وَقالَ ابنُ عُمَرَ: أُهديَ لِرَجُلٍ مِن أَصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَأسُ شاةٍ فَقالَ: إِنَّ أَخي فُلاناً وَعيالَهُ أَحوَجُ إِلى هَذا مِنّا، فَبَعَثَهُ إِلَيهِم، فَلَم يَزَل يَبعَثُ بِهِ واحِدٌ إِلى آخَرَ، حَتّى تَداوَلَها سَبعَةُ أَبياتٍ، حَتّى رَجَعَت إِلى أُولَئِكَ ... . ۱
وهذه النسخة صحيحة من الناحية النحوية، وسبب التصحيف في النسخة السابقة هو قراءة الألف اللّاحقة لكلمة «واحد» مرّتين.
هذا وقد مرّت بعض النماذج في مناشئ التصحيف عند الكلام عن قراءة الحرف الأخير مرّتين، فراجع.
ي ـ عنوان الباب
الذي يسبر المصادر الحديثية المعتبرة ـ كالكتب الأربعة وأضرابها ـ يجد أنّ علماءنا ومحدّثينا الأجلّاء رضوان اللّه تعالى عليهم أجمعين دقيقون في فهم الأحاديث، ودقيقون في عنونة الأبواب، ودقيقون في إدراج الأحاديث تحت عناوينها المناسبة، فإذا رأينا حديثاً لا ينسجم مع العنوان الذي أدرج تحته ، فإنّ هذا مثار للشكّ في دقّة النسخة، واحتمال وقوع التصحيف فيها، ومن ذلك النموذجان التاليان:
النموذج الأوّل:
۲۳۸.۱) أورد الشيخ الكليني في الكافي تحت عنوان «باب أنّ الكفر مع التوبة لا يبطل العمل» الحديث التالي: عَليُّ بنُ إِبراهيمَ، عَن أَبيهِ، عَنِ ابنِ مَحبوبٍ وَغَيرِهِ، عَنِ العَلاءِ بنِ رَزينٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ، عَن أَبي جَعفَرٍ عليه السلام قالَ: مَن كانَ مُؤمِناً فَعَمِلَ خَيراً في إيمانِهِ ثُمَّ أَصابَتهُ فِتنَةٌ فَكَفَرَ ثُمَّ تابَ بَعدَ