مع أنّ الحديث السالف لا دلالة فيه على عنوان الباب أصلاً؛ فليس فيه ذكر الكلام أو الصمت، وعنوان الباب يدور حول الصمت إلّا بخير، وهذا مثير للشكّ في صحّة هذه النسخة وقوّة احتمال وقوع التصحيف فيها، وبمراجعة الحديث في المصادر الأُخرى يتّضح الحال حيث نجده فيها كالتالي:
۲۴۳.۲) في مشكاة الأنوار: عَن أَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : قالَ: أُوصيكَ بِحِفظِ ما بَينَ رِجلَيكَ وَما بَينَ لَحيَيكَ . ۱
واللحيان هما العظمان اللذان تنبت عليهما الأسنان، وتنبت على بشرتهما اللحية، كما يقول علماء اللغة، ولهذا كتب الخليل في بيان معناها ما يلي: «اللحيان: العظمان اللذان فيهما منابت الأسنان من كلّ ذي لحي، والجميع: ألح» . ۲
وكتب فخر الدين الطريحي في هذا المجال قائلاً:
اللحيان ـ بفتح اللّام ـ : العظمان اللذان تنبت اللحية على بشرتهما، ويقال لملتقاهما الذقن، وعليهما نبات الأسنان السفلى، وجمع اللحي لحي على فعول . ۳
وعليه فيكون معنى الحديث: أُوصيك بحفظ لسانك وفرجك، وهو المناسب لعنوان الباب، وإلّا فإنّ الحديث يكون خارجاً عن الباب الذي أُدرج فيه. ويؤكّد ذلك أنّ الحديث ورد بهذا الشكل الكامل في بعض نسخ كتاب الزهد أيضاً. ۴
2. الدلالات الداخلية
أ ـ فقدان الانسجام
الكلام القويم والرصين له مقوّمات عديدة، أحدها أن يكون مترابط الأجزاء، منسجم العبارات، فالعبارات التي هي بمنزلة لبنات الجدار إذا لم تكن منسجمة لم يكن