لآتيَنَّهُ وَلأُوَبِّخَنَّهُ. فَدَنا مِنهُ فَقالَ: يا بنَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَاللّهِ ما لَبِسَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِثلَ هَذا اللِّباسِ وَلا عَليٌّ، وَلا أَحَدٌ مِن آبائِكَ! فَقالَ لَهُ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في زَمانِ قَترٍ مُقتِرٍ، وَكانَ يَأخُذُ لِقَترِهِ وَإِقتارِهِ، وَإِنَّ الدُّنيا بَعدَ ذَلِكَ أَرخَت عَزاليَها، فَأَحَقُّ أَهلِها بِها أَبرارُها... . 1
وهو نصّ منسجم تماماً، ولا غبار عليه. علماً أنّ الموجود في الطبعة المحقّقة في دار الحديث لكتاب الكافي هو: «كانَ يَأخُذُ لِقَترِهِ وَإِقتَارِهِ» ۲ ، وفي هامشها: «هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع: واقتداره» ، وهذا يعني أنّ التصحيف قد وقع في النسخة المطبوعة .
ب ـ فقدان التناسب صدراً وذيلاً
الذي يلاحظ الكلام الصادر عن عوامّ العقلاء يجده مترابط الأجزاء، منسجم الأوّل مع الآخر، فهذه صفة الكلام الصادر عن عوامّهم، لا عن خواصّهم. وأمّا الخواصّ فإنّ كلامهم أدقّ من كلام العوامّ، كما أنّ كلام الأولياء والأوصياء أدقّ من كلام الخواصّ، والكلام الإلهي أدقّ من ذلك كلّه. وهذا ما يمكن استشمامه من الرواية التالية:
۲۵۵.قال الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما: كِتابُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلى أَربَعَةِ أشياءَ: عَلى العِبارَةِ، وَالإِشارَةِ، وَاللَّطائِفِ، وَالحَقائِقِ؛ فالعِبارَةُ لِلعَوامِ، وَالإِشارَةُ لِلخَواصِّ، وَاللَّطائِفُ لِلأَولياءِ، وَالحَقائِقُ لِلأَنبياءِ . ۳
من هنا يمكننا القول بأنّ الحديث الذي يكون متفكّك الأجزاء غير منسجم الأوّل والآخر وما إلى ذلك ، فإنّ فيه خللاً في النقل، ويحتلّ احتمال التصحيف مرتبة الصدارة بين احتمالات الخلل الأُخرى. ومن نماذج ذلك: