187
التّصحيف في متن الحديث

وَالإِنسِ وَالشَّياطينِ وَالأَعرابِ وَالسِّباعِ وَالهَوامِ وَاللُّصوصِ، مِمّا يَخافُ فُلانٌ وَيَحذَرُ فُلانُ بنُ فُلانٍ، سَتَرتُ بَينَهُ وَبَينَكُم بِسِترِ النُّبوَّةِ الَّتي استَتَروا بِها مِن سَطَواتِ الفَراعِنَةِ، جِبريلُ عَن أَيمانِكُم وَميكائيلُ عَن شَمائِلِكُم وَمُحَمَّدٌ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله أَمامَكُم، وَاللّه‏ُ تَعالى مِن فَوقِكُم يَمنَعُكُم مِن فُلانِ بنِ فُلانٍ في نَفسِهِ وَوَلَدِهِ وَأَهلِهِ وَشَعرِهِ وَبَشَرِهِ وَمالِهِ، وَما عَلَيهِ وَما مَعَهُ وَما تَحتَهُ وَما فَوقَهُ « وَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْاخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا »۱« وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ لَا يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَآ إِلَا أَسَـطِيرُ الْأَوَّلِينَ »۲«وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَـرِهِمْ نُفُورًا»۳ ، وَصَلّى اللّه‏ُ عَلى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ كَثيراً . ۴

فإن قوله: «أَخَذتُ بِسَمعِ اللّه‏ِ وَبِنَصرِهِ وَقُوَّتِهِ» لا ينسجم مع قوله في العبارة اللّاحقة: «عَلى أَسماعِكُم وَأَبصارِكُمَ وَقُوَّتِكُم»، وإنّما المناسب ل «وأبصاركم» هو «وبصره»، لا «وبنصره» كما لا يخفى. وبمراجعة النصّ في المصادر الأُخرى نجده كالتالي:

۲۵۹.۲) في الدرّ المنثور: وَالحِرز، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ، عَن أَبيهِ، عَن جَدِّهِ، عَن عَليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، وَإِنَّ هَذا الحِرزَ كانَ الأَنبياءُ يَتَحَرَّزُ بِهِ مِنَ الفَراعِنَةِ: بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمَنِ الرَّحيم « قَالَ اخْسَئواْ فِيهَا وَ لَا تُكَلِّمُونِ »« إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا » ، أَخَذتُ بِسَمعِ اللّه‏ِ وَبَصَرِهِ وَقوَّتِهِ عَلى أَسماعِكُم وَأَبصارِكُم وَقوَّتِكُم، يا مَعشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ

1.الإسراء: ۴۵.

2.الأنعام: ۲۵.

3.الإسراء: ۴۶.

4.تاريخ مدينة دمشق: ج ۳۸ ص ۲۹۸.


التّصحيف في متن الحديث
186

قلت: نحن نسلّم أنّ العلم والعمل متلازمان، لكن لا نسلّم اتّحادهما في المعنى؛ فالعلم غير العمل كما لا يخفى على من له ذوق عربي، فتفسير العمل الوارد في الآية بالعلم لا يخلو من تعسّف. مع أنّ الحديث لا يقتصر على ذكر هذه العبارة، وإنّما وردت فيه عبارة أُخرى إلى جانب هذه العبارة، فلابدّ أن تُلحظ هي الأُخرى أيضاً عند إبداء هذا الاحتمال، وقلنا: إنّ العبارة الأُخرى لبيان أمر عملي، بخلاف العلم. مضافاً إلى أنّ التعبير: «أعلَمُكُم بِطاعَةِ اللّه‏ِ» غير مستعمل في الحديث.
وبمراجعة الحديث في الكتب الأُخرى نجده كالتالي:

۲۵۷.۲) في فتح القدير: أَخرَجَ ابنُ جَريرٍ وَابنُ أَبي حاتَمٍ وَالحاكِمُ في التاريخ، وَابنُ مَردَوَيهِ عَن ابنِ عُمَرَ قالَ: تَلا رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله هَذِهِ الآيةَ:« لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً »، فَقالَ: ما معنى ذَلِكَ يا رَسولَ اللّه‏ِ؟ قالَ: ليَبلوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَقلاً. ثُمَّ قالَ: وَأَحسَنُكُم عَقلاً أَورَعُكُم عَن مَحارِمِ اللّه‏ِ وَأَعمَلُكُم بِطاعَةِ اللّه‏ِ . ۱

والحديث واحد بلا ريب؛ فراويه واحد وهو ابن عمر، والمصادر الرئيسية له واحدة وهي كتب: ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه.

النموذج الثاني:

۲۵۸.۱) في تاريخ مدينة دمشق: وَالحِرز، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ، عَن أَبيهِ، عَن جَدِّهِ، عَن عَليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، وَإِنَّ هَذا الحِرزَ كانَ الأَنبياءُ يَتَحَرَّزُ بِهِ مِنَ الفَراعِنَةِ: بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمَنِ الرَّحيم « قَالَ اخْسَـئواْ فِيهَا وَ لَا تُكَلِّمُونِ »۲« إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا »۳ ، أَخَذتُ بِسَمعِ اللّه‏ِ وَبِنَصرِهِ وَقُوَّتِهِ عَلى أَسماعِكُم وَأَبصارِكُم وَقوَّتِكُم، يا مَعشَرَ الجِنِّ

1.فتح القدير: ج ۲ ص ۴۸۴، تفسير الآلوسي: ج ۱۲ ص ۱۱، سبل الهدى والرشاد: ج ۹ ص ۳۳۰.

2.المؤمنون: ۱۰۸.

3.مريم: ۱۸.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251948
صفحه از 277
پرینت  ارسال به