191
التّصحيف في متن الحديث

عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ حَمّادٍ الكوفيِّ، عَن عَمرِو بنِ مُصعَبٍ، عَن فُراتِ بنِ الأَحنَفِ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام قالَ: مَهما تَرَكتَ مِن شَيءٍ فَلا تَترُك أَن تَقولَ في كُلِّ صَباحٍ وَمَساءٍ: اللَّهُمَّ إِنّي أَصبَحتُ أَستَغفِرُكَ في هَذا الصَّباحِ وَفي هَذا اليَومِ... سُبحانَكَ رَبَّ البَيتِ تَقَبَّل مِنّي دُعائي، وَما تَقَرَّبتُ بِهِ إِلَيكَ مِن خَيرٍ فَضاعِفهُ لي أَضعافاً مُضاعَفَةً كَثيرَةً، وَآتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَأَجراً عَظيماً، رَبِّ ما أَحسَنَ ما ابتَلَيتَني، وَأَعظَمَ ما أَعطَيتَني، وَأَطوَلَ ما عافَيتَني، وَأَكثَرَ ما سَتَرتَ عَلَيَّ، فَلَكَ الحَمدُ يا إِلَهي كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً... . 1

فمع أنّ الداعي في مقام عدّ النعم والآلاء الإلهية عليه وحمد اللّه‏ عليها، نجد العبارة: «رَبِّ ما أَحسَنَ ما ابتَلَيتَني» هي الوحيدة بين عبارات هذه الفقرة ليست لبيان النعم والآلاء، فالبلاء هو الاختبار والامتحان، وهو غير منسجم مع العبارات السابقة واللّاحقة لها، قال ابن منظور في بيان هذه الكلمة:
بَلَوتُ الرجلَ بَلواً وبَلاءً وابتَلَيته: اختَبَرته. وبَلاهُ يَبلوه بَلواً: إِذا جَرَّبَه واختَبَره. وابتَلاه اللّه‏ُ: امتَحَنَه، والاسم البَلوى والبِلوَةُ والبِليَةُ والبَلِيَّةُ والبَلاءُ، وبُليَ بالشيء بَلاءً وابتُليَ . ۲
وإذا ما راجعنا الدعاء في المصادر والكتب الأُخرى لوجدناه كالتالي:

۲۶۶.۲) في بحار الأنوار نقلاً عن المصباح وغيره: تَقولُ: اللَّهُمَّ إِنّي أَصبَحتُ أَستَغفِرُكَ في هَذا الصَّباحِ وَفي هَذا اليَومِ... سُبحانَكَ رَبَّ البَيتِ، تَقَبَّلَ مِنّي دُعائي، وَما تَقَرَّبتُ بِهِ إِلَيكَ مِن خَيرٍ فَضاعِفهُ لي يا رَبِّ أَضعافاً، وَآتِني مِن لَدُنكَ أَجراً عَظيماً، رَبِّ ما أَحسَنَ ما أَبَليتَني، وأَعظَمَ ما آتَيتَني، وَأَطوَلَ ما عافَيتَني، وَأَكثَرَ ما سَتَرتَ عَلَيَّ، فَلَكَ الحَمدُ كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً... . ۳

1.الكافي: ج ۲ ص ۵۲۹ ح ۲۳.

2.لسان العرب: ج ۱۴ ص ۸۳ «بلا».

3.مصباح المتهجّد: ص ۹۲ ح ۳۴.


التّصحيف في متن الحديث
190

فقوله: «وقَرَوا الضيف»؛ من الإقراء بمعنى إكرام الضيف والإحسان إليه، قال الخليل في بيان هذه الكلمة: «القِرى: الإحسانُ إلى الضيف، قَراهُ يَقريهِ قِرىً». ۱
وهذا اللفظ منسجم تمام الانسجام مع الضيف، ومستعمل في اللغة.

النموذج الثاني:

۲۶۳.۱) في تنبيه الخواطر: قالَ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ الدُّنيا ضُرِبَت مَثلاً لِابنِ آدَمَ، فانظُر ما يَخرُجُ مِن ابنِ آدَمَ وَإِن مَزَجَهُ وَمَلَّحَهُ إِلى ما يَصيرُ . ۲

فإنّ تمليح الطعام مناسب في ضرب المثل المذكور؛ باعتباره مؤثراً على طعم الغذاء، وأمّا المزج فلا تأثير له على الطعم، فلا يناسب ضرب المثل، وبمراجعة النصّ في المصادر الأُخرى يتّضح الحال فيه حيث نجده كالتالي:

۲۶۴.۲) في مسند أحمد بن حنبل: عَن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ قالَ: قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إنّ مَطعَمَ ابنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلاً لِلدُّنيا وَإِن قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ، فانظُروا إِلى ما يَصيرُ . ۳

قال ابن الأثير في بيان معنى الحديث:
أي تَوبَلَه، مِن القِزح: وهو التابِلُ الذي يُطرح في القدر، كالكَمّون والكُزبرة ونحو ذَلِكَ، يقال: قَزحتُ القِدرَ؛ إِذا تركت فيها الأبازير . ۴
والمناسب مع الملح هو الأبازير والتابل كما هو واضح.

النموذج الثالث:

265. 1) في الكافي: عِدَّةٌ مِن أَصحابِنا، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خالِدٍ، عَن

1.ترتيب كتاب العين ص ۶۶۲ «قرى» .

2.تنبيه الخواطر: ج ۱ ص ۱۴۹.

3.مسند أحمد بن حنبل: ج ۸ ص ۴۹ ح ۲۱۲۹۷، صحيح ابن حبّان: ج ۲ ص ۴۷۶، المعجم الكبير: ج ۱ ص ۱۹۸ ح ۵۳۱.

4.النهاية في غريب الحديث: ج ۴ ص ۵۸ «قزح».

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251938
صفحه از 277
پرینت  ارسال به