فقوله: «وقَرَوا الضيف»؛ من الإقراء بمعنى إكرام الضيف والإحسان إليه، قال الخليل في بيان هذه الكلمة: «القِرى: الإحسانُ إلى الضيف، قَراهُ يَقريهِ قِرىً». ۱
وهذا اللفظ منسجم تمام الانسجام مع الضيف، ومستعمل في اللغة.
النموذج الثاني:
۲۶۳.۱) في تنبيه الخواطر: قالَ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إِنَّ الدُّنيا ضُرِبَت مَثلاً لِابنِ آدَمَ، فانظُر ما يَخرُجُ مِن ابنِ آدَمَ وَإِن مَزَجَهُ وَمَلَّحَهُ إِلى ما يَصيرُ . ۲
فإنّ تمليح الطعام مناسب في ضرب المثل المذكور؛ باعتباره مؤثراً على طعم الغذاء، وأمّا المزج فلا تأثير له على الطعم، فلا يناسب ضرب المثل، وبمراجعة النصّ في المصادر الأُخرى يتّضح الحال فيه حيث نجده كالتالي:
۲۶۴.۲) في مسند أحمد بن حنبل: عَن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ قالَ: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّ مَطعَمَ ابنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلاً لِلدُّنيا وَإِن قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ، فانظُروا إِلى ما يَصيرُ . ۳
قال ابن الأثير في بيان معنى الحديث:
أي تَوبَلَه، مِن القِزح: وهو التابِلُ الذي يُطرح في القدر، كالكَمّون والكُزبرة ونحو ذَلِكَ، يقال: قَزحتُ القِدرَ؛ إِذا تركت فيها الأبازير . ۴
والمناسب مع الملح هو الأبازير والتابل كما هو واضح.
النموذج الثالث:
265. 1) في الكافي: عِدَّةٌ مِن أَصحابِنا، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خالِدٍ، عَن