حَديثٍ يَقولُ في آخِرِهِ: تَسبيحُ فاطِمَةَ مِن ذِكرِ اللّهِ الكَثيرِ الَّذي قالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ » 1 . 2
فالمطلوب هو بيان فضل تسبيح فاطمة الزهراء وذلك باعتباره ذكراً كثيراً، والذكر الكثير أمر ممدوح في القرآن الكريم في قوله تعالى: « فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ » . مع أنّ الآية لا دلالة فيها على كثرة الذكر، وبالتالي فلا تصلح دليلاً على أنّ تسبيح فاطمة من الذكر الكثير.
فهذا النحو من الاستدلال لا ينسجم مع كلام أهل البيت عليهم السلام ، وهو أحد الأُمور المنبّهة على عدم الدقّة في النقل أو وقوع التصحيف في الحديث، فلابدّ من مراجعته في المصادر الأُخرى، وعند مراجعته فيها نجده في كتاب الكافي كالتالي:
۲۶۸.۲) مُحَمَّدُ بنُ يَحيى، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عيسى، عَن عَليِّ بنِ الحَكَمِ، عَن سَيفِ بنِ عَميرَةَ، عَن بَكرِ بنِ أَبي بَكرٍ، عَن زُرارَةَ بنِ أَعيَنَ، عَن أَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ: تَسبيحُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام مِنَ الذِّكرِ الكَثيرِ الَّذي قالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا »۳ . ۴
فقوله تعالى: « اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا » يصلح دليلاً على فضل تسبيح فاطمة ، باعتباره من الذكر الكثير، والذكر الكثير مأمور به في الآية المذكورة، وبهذا ينسجم التعليل مع المعلل.
إن قيل: هاتان روايتان؛ إحداهما رواية محمّد بن مسلم، والأُخرى رواية زرارة بن أعين، فكلّ منهما مستقلّة عن الأُخرى ، والثانية لا تدلّ على وقوع التصحيف في الأُولى.