203
التّصحيف في متن الحديث

تَنزِلِ تَحتَ الأَرضَ وَلَم تَصعَدِ السَّماءَ وَلَم تُخبَر هُنالِكَ فَتَعرِفَ ما خَلفَهُنَّ، وَأَنتَ جاحِدٌ ما فيهِنَّ، وَهَل يَجحَدُ العاقِلُ ما لا يَعرِفُ؟... . ۱

وهو متن منسجم كما هو ظاهر وواضح.

النموذج الثاني:

۲۸۶.۱) في كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة ـ عند روايته لوصيّة أمير المؤمنين عليه ‏السلام لولده الحسن عليه ‏السلام ـ: ... وَإِن فارَقتَ سَيِّئَةً فَعَجِّل مَحوَها بِالتَّوبَةِ، وَلا تَخُن مَنِ ائتَمَنَكَ وَإِن خانَك . ۲

فإنّ الأمر بتعجيل التوبة يكون لمن يرتكب السيئات، لا لمن فارقها كما هو واضح، وبمراجعة الرواية في الكتب الأُخرى نجدها كالتالي:

۲۸۷.۲) وفي بحار الأنوار نقلاً عن السيّد ابن طاووس: ... وَإِن قارَفتَ سَيِّئَةً فَعَجِّل مَحوَها بِالتَّوبَةِ، وَلا تَخُن مَنِ ائتَمَنَكَ وَإِن خانَكَ . ۳

فذلكة البحث

1 ـ الهدف من عقد هذا الفصل أمران هما: إثبات إمكانية التعرّف على التصحيفات الطارئة على الحديث، وأنّ مجرّد وقوع التصحيف لا يعني سقوط الحديث عن الحجّية. وثانيهما: تمهيد الطريق لمعرفة الباحث التصحيفات الطارئة على الحديث ، وذلك ببيان الأُمور الكاشفة عنه.
2. ذكرنا جملة من القضايا التي من شأنها الكشف عن وقوع التصحيف، إلّا أنّ بعضها لا يعني وقوع التصحيف بالضرورة، بل هي مؤشرّات ودلالات تدلّ عليه أحياناً كثيرة.

1.التوحيد: ص ۲۹۳ ح ۴، بحار الأنوار: ج ۳ ص ۵۱ ح ۲۵ نقلاً عن التوحيد، الاحتجاج: ج ۲ ص ۳۳۴.

2.كشف المحجة لثمرة المهجة: ص ۱۶۷.

3.بحار الأنوار: ج ۷۴ ص ۲۱۰، تحف العقول: ص ۸۱.


التّصحيف في متن الحديث
202

عَبدِ اللّه‏ِ أَتاهُ الزِّنديقُ فَقَعَدَ بَينَ يَدَي أَبي عَبدِ اللّه‏ِ وَنَحنُ مُجتَمِعونَ عِندَهُ، فَقالَ أَبو عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام لِلزِّنديقِ: أَتَعلَمُ أَنَّ لِلأَرضِ تَحتاً وَفَوقاً؟ قالَ نَعَم قالَ: فَدَخَلتَ تَحتَها؟ قالَ: لا. قالَ: فَما يُدريكَ ما تَحتَها؟ قالَ: لا أَدري، إلّا أَنّي أَظُنُّ أَن لَيسَ تَحتَها شَيءٌ. فَقالَ أَبو عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام : فالظَّنُّ عَجزٌ، لِما لا تَستَيقِنُ. ثُمَّ قالَ أَبو عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام : أَفَصَعِدتَ السَّماءَ؟ قالَ: لا، قالَ: أَفَتَدري ما فيها؟ قالَ: لا. قالَ: عَجَباً لَكَ! لَم تَبلُغِ المَشرِقَ وَلَم تَبلُغِ المَغرِبَ وَلَم تَنزِلِ الأَرضَ وَلَم تَصعَدِ السَّماءَ وَلَم تَجُز هُناكَ فَتَعرِفَ ما خَلفَهُنَّ، وَأَنتَ جاحِدٌ بِما فيهِنَّ، وَهَل يَجحَدُ العاقِلُ ما لا يَعرِفُ؟... . ۱

فإنّ قوله: «عَجَباً لَكَ لَم تَبلُغِ المَشرِقَ وَلَم تَبلُغِ المَغرِبَ وَلَم تَنزِلِ الأَرضَ وَلَم‏تَصعَدِ السَّماءَ» دالّ على وقوع السؤال عن هذه الأُمور جميعاً، مع أنّنا لا نجد السؤال عن ذهابه إلى المشرق والمغرب، وإنّما نجد السؤال عن خصوص النزول الى الأرض والصعود في السماء، وهذا ما ينبّه على وقوع السقط في الحديث، وبمراجعته في المصادر الأُخرى نجده كالتالي:

۲۸۵.۲) وفي كتاب التوحيد:... عَن يونُسَ بنِ يَعقوبَ قالَ: قالَ لي عَليُّ بنُ مَنصورٍ: قالَ لي هِشامُ بنُ الحَكَمِ: كانَ زِنديقٌ بِمِصرَ يَبلُغُهُ عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام علم ، فَخَرَجَ إِلى المَدينَةِ لِيُناظِرَهُ، فَلَم يُصادِفهُ بِها... فَلَمّا فَرَغَ أَبو عَبدِ اللّه‏ِ أَتاهُ الزِّنديقُ فَقَعَدَ بَينَ يَدَيهِ وَنَحنُ مُجتَمِعونَ عِندَهُ، فَقالَ لِلزِّنديقِ:أَتَعلَمُ أَنَّ لِلأَرضِ تَحتاً وَفَوقاً؟ قالَ نَعَم، قالَ: فَدَخَلتَ تَحتَها؟ قالَ: لا، قالَ: فَما يُدريكَ بِما تَحتَها؟ قالَ: لا أَدري، إلّا أَنّي أَظُنُّ أَن لَيسَ تَحتَها شَيءٌ، فَقالَ أَبو عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام : فالظَّنُّ عَجزٌ، ما لَم تَستَيقِن. قالَ أَبو عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام : فَصَعِدتَ السَّماءَ؟ قالَ: لا، قالَ: فَتَدري ما فيها؟ قالَ: لا. قالَ: فَأَتيتَ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ فَنَظَرتَ ما خَلفَهُما؟ قالَ: لا، قالَ: فَعَجَباً لَك!َ لَم تَبلُغِ المَشرِقَ وَلَم تَبلُغِ المَغرِبَ وَلَم

1.الكافي: ج ۱ ص۷۲ ح ۱.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251897
صفحه از 277
پرینت  ارسال به