الفصل الخامس: مراحل علاج التصحيف
بعد انتهاء الباحث عن وقوع التصحيف في الحديث، يواجه السؤال التالي: كيف نعرف النسخة الصحيحة للحديث؟ إذ مجرّد التعرّف على وقوع التصحيف في الحديث لا ينفع شيئاً بعد أن كان الهدف الأسمى للباحث هو العمل بالحديث وتطبيقه على الصعيد العلمي والعملي. من هنا لابدّ لنا من بيان السبيل للتوصّل للنسخة الصحيحة من بين النسخ المختلفة، وهذا ما عقدنا له هذا الفصل.
ونحن نرى أنّ على الباحث أن يطوي المراحل الرئيسية التالية:
1. جمع الاحتمالات المختلفة.
2. تهذيب الاحتمالات.
3. استقصاء القرائن لمعرفة المتن الصحيح.
فبعد أن عرف وقوع التصحيف في الحديث، عليه أن يتتبّع الاحتمالات المختلفة للحديث. ثمّ يهذّبها بطرح الاحتمالات غير المقبولة منها؛ بلحاظ الجهات التي ستأتي الإشارة إليها إن شاء اللّه. ثمّ إن كانت الاحتمالات المتبقّية عديدة ، فلابدّ من تعيين الصحيح من بينها باستقصاء القرائن، وإن لم يبقَ من الاحتمالات إلّا احتمال واحد لزم الأخذ به.
1. جمع الاحتمالات المختلفة
المرحلة الأُولى لعلاج التصحيف هي جمع الاحتمالات المختلفة للحديث، وذلك بتتبّع نسخه إن كانت له نسخ أُخرى، وإلّا فبقراءة اللفظ المصحّف بأشكال أُخرى تحتملها الكتابة، ليتمّ تقييم جميع الاحتمالات الحاصلة.