207
التّصحيف في متن الحديث

فإنّ قوله: «لا تُطَوِّل» غير منسجم مع القواعد العربية؛ إذ لو كان بصيغة النهي فالمناسب أن يقال: «لا تُطِل في الدُّنيا أَمَلَكَ»، وإن كان بصيغة الإخبار فالمناسب التعبير بما يلي: «لا يَطولُ في الدُّنيا أَمَلُكَ». علماً أنّ الموجود في الكافي المحقّق في دار الحديث هو كالمنقول عن النسخة المطبوعة أيضاً ۱ . وبتخريج الحديث يعلم أنّه ورد في الكتب الحديثية بنحوين آخرين أيضاً؛ فورد في موضع آخر من الكافي، كما ورد في كتاب تحف العقول، وإليك نصّهما:

۲۸۹.۲) في الكافي: عَليُّ بنُ إِبراهيمَ، عَن أَبيهِ، عَن عَمرِو بنِ عُثمانَ، عَن عَليِّ بنِ عيسى رَفَعَهُ، قالَ: إِنَّ موسى عليه ‏السلام ناجاهُ اللّه‏ُ تَبارَكَ وَتَعالى فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ: يا موسى، لا يَطولُ في الدُّنيا أَمَلُكَ فَيَقسوَ لِذَلِكَ قَلبُكَ، وَقاسي القَلبِ مِنّي بَعيدٌ . ۲

۲۹۰.۳) وفي تحف العقول: يا موسى، لا تُطِل في الدُّنيا أَمَلَكَ فيَقسو قَلبُكَ، وَقاسي القَلبِ مِنّي بَعيدٌ . ۳

فالحديث واحد بلا ريب، بل إنّ كلتا النسختين المنقولتين في الكافي هما من مصدر واحد وهو كتاب علي بن عيسى الرامشكي ۴ . نعم هو من نسختين من هذا الكتاب، فقد روى الشيخ الكليني قدس‏سرههذا الحديث تارة عن النسخة التي رواها «عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد» ۵ ، وثانية عن النسخة التي رواها «عَليّ بن إِبراهيمَ عَن أَبيه» ۶ . وأمّا باقي السند فهو متّحد في النسختين وهو: «عَن عَمرِو بنِ عُثمانَ عَن

1.الكافي (تحقيق دار الحديث): ج ۴ ص ۲۱ ح ۲۶۴۷.

2.الكافي: ج ۸ ص ۴۲ ح ۸، بحار الأنوار: ج ۷۴ ص ۳۱ ح ۷ نقلاً عن الكافي.

3.تحف العقول: ص۴۹۰، بحار الأنوار: ج ۱۳ ص ۳۳۲ ح ۱۳ نقلاً عن تحف العقول.

4.ذكره الشيخ في الفهرست بقوله: «علي بن عيسى الرامشكي، له كتاب، رويناه بالإسناد الأوّل عن أحمد بن أبي عبد اللّه‏، (عن علي) بن عيسى الرامشكي» فهرست الطوسي: ص ۲۷۶، الترجمة ۳۹۹. كما ذكره النجاشي بعنوان «علي بن عيسى»، انظر: رجال النجاشي: ص ۲۷۹ باب العين / باب علي الترجمة رقم ۷۳۴.

5.الكافي: ج ۲ ص ۳۲۹ ح ۱.

6.الكافي: ج ۸ ص ۴۲ ح ۸.


التّصحيف في متن الحديث
206

أ ـ مراجعة نسخ الحديث الأُخرى

مصدر الحديث إمّا واحد، وإمّا متعدّد، فإن لم يكن إلّا في مصدر واحد، لزم مراجعة نسخ الكتاب المختلفة، بما في ذلك الجوامع الحديثية التي نقلت عنه، فإذا كان الحديث في الكافي مثلاً ولُم يُنقل في المصادر الأُخرى، فلابدّ من ملاحظة نسخ كتاب الكافي بما فيها المروي عنه في كتاب وسائل الشيعة وبحار الأنوار ؛ لاعتماد المحدّثين الجليلين الشيخ الحرّ العاملي والعلّامة المجلسي على نسخ جيّدة.
وإن كان مروياً في أكثر من مصدر، فكما ينبغي لحاظ نسخ المصدر، كذلك ينبغي لحاظ المصادر الأُخرى، بما فيها كتب الحديث السنّية. بل يمكن عدّ كتب الفقه المأثور من نسخ الحديث أيضاً؛ لأنّ قدماء فقهائنا رضوان اللّه‏ عليهم كانوا يفتون بنصوص الأحاديث الشريفة ۱ ، ولهذا فإنّ متون هذه الكتب هي متون الحديث مع تعديلات بسيطة، فإذا لم نعثر على الحديث في المصادر الحديثية الأُخرى ، أمكننا الرجوع ، إلى هذه الكتب ؛ باعتبارها تعكس نصوص الحديث استناداً إلى مصادر حديثية قديمة، وبذلك نلاحظ المتن الصحيح للحديث.
نعم ، الاعتماد على كتب الفقه المأثور لمعرفة النصّ الصحيح محدود جدّاً؛ لاختصاصها بالروايات الفقهية دون غيرها، مضافاً إلى قلّة هذه الكتب. وإنّما ذكرناها للتنبيه عليها والرجوع إليها في الروايات الفقهية.

النموذج الأوّل:

۲۸۸.۱) في الكافي: عِدَّةٌ مِن أَصحابِنا، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن عَمرِو بنِ عُثمانَ، عَن عَليِّ بنِ عيسى رَفَعَهُ، قالَ: فيما ناجى اللّه‏ُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ موسى عليه ‏السلام : يا موسى، لا تُطَوِّل في الدُّنيا أَمَلَكَ فَيَقسوَ قَلبُكَ، وَالقاسي القَلبِ مِنّي بَعيدٌ . ۲

1.تُعدّ الكتب التالية من هذا الطراز: فقه الرضا ، والمقنع والهداية للشيخ الصدوق، النهاية للشيخ الطوسي.

2.الكافي: ج ۲ ص ۳۲۹ ح ۱، بحار الأنوار: ج ۱۳ ص ۳۳۸ ح ۱۳ نقلاً عن الكافي.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251888
صفحه از 277
پرینت  ارسال به