تقديم حرف على آخر، ويؤيّد ذلك ما يلي:
1. قوله تعالى: « إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ »۱ ، فالإيتاء والإعطاء بمعنى واحد. بل يمكن تأييده أيضاً بقوله تعالى: « وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ »۲ ؛ حيث إنّ الرزق ينسجم مع الإعطاء لا مع الطاعة، وهو مترتّب على التقوى التي هي طاعة اللّه فيما أمر ونهى.
2. استعملت مشتقّات الجذر «طوع» في القرآن الكريم (129) مرّة، ولم يرد في شيء منها التعبير بطاعة اللّه للإنسان، وإنّما ورد في الجميع الأمر بطاعة اللّه سبحانه أو طاعة أوليائه التي هي في حقيقتها طاعة اللّه أيضاً.
3. ملاحظة الروايات الواردة لبيان آثار طاعة اللّه سبحانه وتعالى يؤيّد الإعطاء لا الطاعة؛ نظير الروايات التالية:
۲۹۶.في كتاب من لا يحضره الفقيه: وَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ: أَيُّما عَبدٍ أَطاعَني لَم أَكِلهُ إِلى غَيري، وَأَيُّما عَبدٍ عَصاني وَكَلتُهُ إِلى نَفسِهِ، ثُمَّ لَم أُبالِ في أَيِّ وادٍ هَلَكَ . ۳
۲۹۷.وفي الفردوس: أَوحى اللّهُ إِلى داوُدَ عليه السلام : ... وَما مِن عَبدٍ يُطيعُني إِلّا وَأَنا مُعطيهُ قَبلَ أَن يَسأَلَني، وَمُستَجيبٌ لَهُ قَبلَ أَن يَسأَلَني، وَغافِرٌ لَهُ قَبلَ أَن يَستَغفِرَني . ۴
۲۹۸.وفي الكافي: وَقالَ: وَعَلَيكُم بِطاعَةِ رَبِّكُم ما استَطَعتُم، فَإِنَّ اللّهَ رَبُّكُم،