221
التّصحيف في متن الحديث

(على تقدير عدم وجود نسخ أُخرى) هي «وأتبعه شيئاً من شوال».

النموذج الثاني:

۳۱۵.۱) في فتح الباري: أَخرَجَ أَبو نَعيمٍ عَن الطَّبَرانيِّ، عَن أَحمَدَ بنِ عَمرِو الخَلاّلِ، عَن ابنِ أَبي عَمرِو، حَدَّثَنا مُحَمَّد بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ: سَأَلتُ أَبا جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عَن الأَسماءِ الحُسنى، فَقالَ: هيَ في القُرآنِ... فَفي الفاتِحَةِ خَمسَةٌ: اللّه‏ُ، ربُّ، الرَّحمَنُ، الرَّحيمُ، مالِكُ. وَفي البَقَرَةِ:... وَفي طه عِندَ جَعفَرٍ وَحدَهُ: غَفّارٌ. وَفي المُؤمِنينَ: كَريمٌ. وَفي النّورِ:... . ۱

فإنّ اسم السورة هو «المؤمنون» لا «المؤمنين»، والاسم لا يعرب بإعراب الجمع المذكّر السالم، لكنّ الراوي أو الناسخ أو المصحّح أجرى عليه حكم الجمع المذكّر وجعلها مجرورة بالياء، مع أنّ الاسم لا يتغيّر بالإعراب بل يبقى بشكل واحد.

د ـ مراجعة كتب اللغة

لأجل تقييم الاحتمالات بدقّة لابدّ من فهم معناها اللغوي؛ وذلك بمراجعة كتب اللغة، بما في ذلك كتب غريب الحديث وكتب الفروق اللغوية، فقد ننتهي إلى صحّة بعض الاحتمالات دون بعض؛ لعدم استعماله لغةً، نظير النموذجين التاليين:

النموذج الأوّل:

۳۱۶.۱) في بحار الأنوار نقلاً عن بصائر الدرجات: أَحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ خالِدٍ، عَن أَبي البَختَريِّ وَسِنديِّ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن أَبي البَختَريِّ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام قال: إِنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنبياءِ، وَذَلِكَ أَنَّ الأَنبياءَ لَم يُوَرِّثوا

1.فتح الباري: ج ۱۱ ص ۱۸۴، طرق حديث الأسماء الحسنى: ص ۱۶۴ ۱۷۰.


التّصحيف في متن الحديث
220

يتصوّر أن يتكلّم أهل البيت عليهم ‏السلام بالكلام الملحون مع أنّهم من خيرة العرب! ولهذا فإنّ أحد المعايير التي تعيننا في معرفة النسخة الصحيحة للحديث هي صحّة عبارة الحديث وسقمها من الناحية النحوية، ومن نماذج ذلك:

النموذج الأوّل:

۳۱۳.۱) ذكرت بعض كتب الدراية مثالاً للتصحيف في المتن، هو: مَن صامَ رَمَضانَ وَأَتبَعَهُ سِتّاً مِن شَوّالٍ... . ۱

وذكروا أنّ البعض صحّفه فقرأه ورواه بالشين المعجمة، كالتالي:

۳۱۴.2) مَن صامَ رَمَضانَ وَأَتبَعَهُ شَيئاً مِن شَوّالٍ... .

وظاهر هذه العبارة أنّ الصحيح هو النسخة الأُولى ، مع أنّ كلتا النسختين لها معنى صحيح، ولهذا فإنّ تعيين النسخة الصحيحة من السقيمة بحاجة إلى قرائن وشواهد، وإذا ما لاحظنا العبارتين من الناحية النحوية أمكن تعيين النسخة الصحيحة منهما؛ إذ أنّ العدد له قواعد خاصّة في اللغة العربية، فمن خلال هذه القواعد يمكن تحديد المعدود في هذه الرواية، فإن كان المعدود مؤنّثاً فينبغي أن يكون «ستّاً»، وإن كان المعدود مذكّراً فلابدّ أن يكون «ستّة»، وبما أنّ الصوم للأيّام لا لليالي، ولفظ «اليوم» مذكر، فلابدّ أن يكون العدد مؤنّثا ؛ أي أنّ الحديث لو كان «وأتبعه ستاً من شوال»، فهو على خلاف القواعد العربية ، والصحيح في بيان هذا المعنى هو التعبير بالعبارة التالية: «وأتبعه ستّةً من شوال».
و أمّا إذا كان لفظ الحديث: «وأتبعه شيئاً من شوال» فإنّ كلمة «الشيء» تنسجم مع المذكّر والمؤنّث معاً، فهي تنسجم مع صيام الأيّام، ولهذا فإنّ النسخة الصحيحة

1.البداية في علم الدراية: ص ۸۱، وانظر أيضاً: تدريب الراوي: ج ۲ ص ۱۹۳، مقباس الهداية: ج ۱ ص ۲۳۹، مستدركات مقباس الهداية: ج ۵ ص ۲۲۶.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 253067
صفحه از 277
پرینت  ارسال به