225
التّصحيف في متن الحديث

اليَقينِ، واستَلانوا ما استَعوَرَهُ المُترَفونَ، وأَنِسوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ . ۱

۳۲۳.۲) وفي شرح نهج البلاغة وبحار الأنوار: ... فَباشَروا روحَ اليَقينِ، وَاستَلانوا ما استَوعَرَهُ المُترِفونَ، وَأَنسِوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ . ۲

فإنّ الكلمتين «استَعوَرَهُ» و«استَوعَرَهُ» صحيحتان لغةً، إلّا أنّ سياق الحديث ينسجم مع الثانية منهما والمشتقّة من الجذر «وعر» دون الأُولى المشتقّة من «عور» ؛ لأنّ المضادّ للاستلانة هو الوعورة لا العور كما لا يخفى.

النموذج الثاني:

۳۲۴.۱) في بحار الأنوار نقلاً عن مجالس الشيخ: عَن أَحمَدَ بنِ عُبدونٍ، عَن عَليِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيرِ، عَن عَليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ، عَنِ العَبّاسِ بنِ عامِرٍ عَن أَحمَدَ، عَن يَحيى بنِ العَلاءِ قالَ: سَمِعتُ أَبا جَعفَرٍ عليه ‏السلام يَقولُ: لَمّا خَرَجَ أَميرُ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام إِلى النَّهرَوانِ وَطَعَنُوا في أَوَّلِ أَرضِ بابِلَ حينَ دَخَلَ وَقتُ العَصرِ، فَلَم يَقطَعوها حَتّى غابَتِ الشَّمسُ، فَنَزَلَ النّاسُ يَميناً وَشِمالاً لايُصَلّونَ، إِلّا الأَشتَرَ وَحدَهُ فإِنَّهُ قالَ: لا أُصَلّي حَتّى أَرى أَميرَ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام قَد نَزَلَ يُصَلّي. قالَ: فَلَمّا نَزَلَ قالَ: يا مالِكُ، إِنَّ هَذِهِ أَرضٌ سَبِخَةٌ، وَلا يَحِلُّ الصَّلاةُ فيها، فَمَن كانَ صَلّى فَليُعِدِ الصَّلاةَ. قالَ: ثُمَّ استَقبَلَ القِبلَةَ فَتَكَلَّمَ بِثَلاثِ كَلِماتٍ ما هُنَّ بِالعَرَبِيَّةِ وَلا بِالفارِسِيَّةِ، فَإِذا هوَ بِالشَّمسِ بَيضاءَ نَقِيَّةً، حَتّى إِذا صَلّى بِنا سَمِعنا لَها حينَ انقَضَت خَريراً كَخَريرِ المِنشارِ . ۳

1.نهج البلاغة: الحكمة ۱۴۷، عيون الحكم والمواعظ: ص ۵۱۴ الرقم ۹۳۵۱ نحوه؛ كنز العمّال: ج۱۰ ص ۲۶۴ ح ۲۹۳۹۱ نقلاً عن ابن الأنباري في المصاحف.

2.شرح نهج البلاغة: ج ۱۸ ص ۳۴۶، بحار الأنوار: ج ۱ ص ۱۸۷ ح ۴ نقلاً عن الخصال و ج ۲۳ ص ۴۴ ح ۹۱ نقلاً عن كمال الدين.

3.بحار الأنوار: ج ۸۰ ص ۳۲۳ ح ۲۲.


التّصحيف في متن الحديث
224

لموافقته وانسجامه مع الاستعمال اللغوي، فكتب ابن الأثير في شرحه للحديث: «من أشراط الساعة حَفزُ الموت» قائلاً:
الحفز: الحثّ والإعجال، ومنه حديث أبي بكرة «أَنَّهُ دبّ إِلى الصفّ راكعاً وَقَد حَفَزهُ النَّفَسُ» ، وَقَد تَكرَّر في الحديث . ۱
وبهذا تتحدّد دائرة الاحتمالات في النصوص المنسجمة مع الوارد في اللغة، وتطرح بقية الاحتمالات خصوصاً بعد عدم استعمالها في الروايات. علما أنّ الوارد في الطبعة المحقّقة في دار الحديث لكتاب الكافي هو «وقد حَفَزَه النفس» وجاء في هامشها : «هكذا في : (د ، ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جت) و شرح المازندراني والوافي والمرآة ، وفي سائر النسخ و المطبوع : (خفره)...» ۲ .

ه ـ ملاحظة ما يقتضيه السياق

بعد فهم المعنى الدقيق للكلمات المذكورة، ومعرفة صحّة كلّ منها لغوياً، ينبغي ملاحظة مقتضى سياق الحديث، لمعرفة النسخة الصحيحة؛ إذ الكلام المتين متلائم ومنسجم الأجزاء، وكلام أهل البيت عليهم ‏السلام إمام الكلام من جميع الجهات، فلابدّ أن يكون مترابطاً منسجماً، ومن نماذج ذلك:

النموذج الأوّل:

۳۲۲.۱) في نهج البلاغة: هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقيقَةِ البَصيرَةِ، وباشَروا روحَ

1.النهاية في غريب الحديث: ج ۱ ص ۴۰۷ «حفز».

2.الكافي (تحقيق دار الحديث) : ج ۱۵ ص ۹۹ ح ۱۴۸۲۱.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251852
صفحه از 277
پرینت  ارسال به