227
التّصحيف في متن الحديث

النموذج الثالث:

۳۲۶.۱) في بحار الأنوار: عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله يَقولُ في بَعضِ خُطَبِهِ وَمَواعِظِهِ: أَما رَأَيتُمُ المَأخوذينَ عَلى العِزَّةِ وَالمُزعَجينَ بَعدَ الطَّمأَنينَةِ، الَّذينَ أَقاموا عَلى الشُّبُهاتِ وَجَنَحوا إِلى الشَّهَواتِ، حَتّى أَتَتهُم رُسُلُ رَبِّهِم، فَلا ما كانوا أَمَّلوا أَدرَكوا، وَلا إِلى ما فاتَهُم رَجَعوا... . ۱

۳۲۷.۲) وفي أعلام الدين: عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ قالَ: سَمِعتُ رَسول اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله يَقول في بعض خطبه أو مواعظه: أَما رَأَيتُمُ المأخوذينَ عَلى الغِرَّةِ وَالمُزعَجينَ بَعدَ الطَّمأَنينَةِ، الَّذينَ أَقاموا عَلى الشُّبُهاتِ وَجَنَحوا إِلى الشَّهَواتِ، حَتّى أَتَتهُم رُسُلُ رَبِّهِم، فَلا ما كانوا أَمَّلوا أَدرَكوا، وَلا إِلى ما فاتَهُم رَجَعوا... . ۲

فالغِرّة هي الغفلة، قال ابن منظور:
الغِرَّةُ: الغَفلة؛ ومنه الحديث: أنه أغارَ على بني المُصطَلِق وهم غارّون؛ أي غافلون . ۳
وأمّا العزّة فكتب ابن منظور في بيان معناها كالتالي:
العِزَّةُ: الشدَّة والقوَّة. والعِزُّ والعِزَّة: الرفعة والامتناع، والعِزَّة للّه‏؛ وفي التنزيل العزيز: « وَ للّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ » ؛ أَي له العِزَّة والغلبة سبحانه . ۴
والمناسب للسياق هو أن يكون الأخذ على حين الغفلة، لا على حين العزّة كما لا يخفى، فكما أنّ الازعاج كان بعد الطمأنينة، كذلك ينبغي أن يكون الأخذ حين الغفلة، بل لا ينسجم الأخذ على العزّة مع سياق الحديث.

1.بحار الأنوار: ج ۷۴ ص ۱۸۱.

2.أعلام الدين ص ۳۳۶.

3.لسان العرب: ج ۵ ص ۱۱ «غرر».

4.لسان العرب: ج ۵ ص ۳۷۴ «عزز» .


التّصحيف في متن الحديث
226

۳۲۵.۲) وفي مستدرك الوسائل: الشَّيخُ الطّوسيُّ في مَجالِسِهِ، عَن أَحمَدَ بنِ عُبدونٍ، عَن عَليِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيرِ، عَن عَليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ، عَنِ العَبّاسِ بنِ عامِرٍ، عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ الغُمشانيِّ، عَن يَحيى بنِ العَلاءِ الرّازيِّ قالَ: سَمِعتُ أَبا جَعفَرٍ عليه ‏السلام يَقولُ: لَمّا خَرَجَ أَميرُ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام إِلى النَّهرَوانِ وَطَعَنُوا في أَوَّلِ أَرضِ بابِلَ حينَ دَخَلَ وَقتُ العَصرِ، فَلَم يَقطَعوها حَتّى غابَتِ الشَّمسُ، فَنَزَلَ النّاسُ يَميناً وَشِمالاً يُصَلّونَ، إِلّا الأَشتَرَ وَحدَهُ، فإِنَّهُ قالَ: لا أُصَلّي حَتّى أَرى أَميرَ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام قَد نَزَلَ يُصَلّي. قالَ: فَلَمّا نَزَلَ قالَ: يا مالِكُ، إِنَّ هَذِهِ أَرضٌ سَبِخَةٌ، وَلا تَحِلُّ الصَّلاةُ فيها، فَمَن كانَ صَلّى فَليُعِدِ الصَّلاةَ. قالَ: ثُمَّ استَقبَلَ القِبلَةَ فَتَكَلَّمَ بِثَلاثِ كَلِماتٍ ما هُنَّ بِالعَرَبِيَّةِ وَلا بِالفارِسِيَّةِ، فَإِذا هوَ بِالشَّمسِ بَيضاءَ نَقِيَّةً، حَتّى إِذا صَلّى بِنا سَمِعنا لَها حينَ انقَضَت خَريراً كَخَريرِ المِنشارِ . ۱

فإنّ مقتضى السياق هو أن يكون الصحيح «فَنَزَلَ النّاسُ يَميناً وَشِمالاً يُصَلّونَ إِلّا الأَشتَرَ»؛ لأنّ الناس لو لم يريدوا الصلاة لم تكن حاجة لنزولهم، مع أنّ العبارة التالية لهذه العبارة وهي قوله: «فإنّهُ قالَ: لا أُصَلّي حَتّى أَرى أَميرَ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام قَد نَزَلَ يُصَلّي» دالّة على أنّ الناس نزلوا وتفرّقوا يميناً وشمالاً للصلاة، وأنّه امتنع عن الصلاة لأنّ أمير المؤمنين عليه ‏السلام لم يصلّ. فهذا السياق دليل على صحّة نسخة مستدرك الوسائل، علماً أنّ الحديث في الكتابين واحد، ومنقول عن مصدرٍ واحد وهو أمالي الشيخ الطوسي، وسبب هذا التصحيف هو قراءة الجزء الثاني لكلمة «شمالاً» مرّتين فصارت «شمالاً لا».

1.مستدرك الوسائل: ج ۳ ص ۳۳۹ ح ۳۷۳۵، بحار الأنوار: ج ۴۱ ص ۱۸۳ ح ۲۰.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251824
صفحه از 277
پرینت  ارسال به